عندما يطلق "كيوبيد"سهامه فان لغة القلوب الدافئة هي التي يتحدث بها المحبون دون أن تنطق ألسنتهم شيئا، ولا يعرف الحب صغيرا أو كبيراً، مغمورا أو شهيرا والمشاهير أيضا احبوا وإصابتهم سهام "كيوبيد" فكتبوا رسائل الغرام للمحبوب يبثون فيها لوعة الحب والفراق.
أنا وقلبي رهن يديك
كتب ملك إنجلترا "هنري الثامن " رسالة إلى زوجته "ان بولين "يقول : أنا وقلبي رهن يديك أتتوسل إليك ألا تجعلي غيابك ينقص من جذور عواطفك نحوي بما يزيد آلامي وأحزاني فغيابك وحده كاف لمضاعفة تلك الآلام والأحزان.
أن فراقك يذكرني بنظرية فلكية تقول : كلما امتدت الأيام .. ابتعدت الشمس بالرغم من اشتداد حرارتها وهي نظرية أشبه ما تكون بحبنا فغيابك أن كان أطال فراقنا فان حرارته بالنسبة إلى أشد ما تكون سعيرا والتهابا وأرجوا أن يكون كذلك بالنسبة إليك .
روحك أذاقتني عذوبة الحياة
كتب "نابليون بونابرت " إلى زوجته "جوزفين" يقول : لم امض يوما واحدا دون أن احبك ولا ليلة واحدة دون أن أعانق طيفك وما شربت كوبا من الشاي دون أن ألعن العظمة والطموح اللذين اضطراني إلى أن أكون بعيدا عنك وعن روحك الوثابة التي أذاقتني عذوبة الحياة .. إن اليوم الذي تقولين فيه إن حبك لي قد نقص هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي"...
لا أحلم إلا بطيفك
وفي القصة الرائعة "ماجدولين" أو تحت ظلال الزيزفون التي صاغها مصطفى لطفي المنفلوطي كتب بطل القصة "استيفن "لحبيبته "ماجدولين" بعد سماعه لخبر زواجها قائلا : اصحيح يا ماجدولين أن ما كان بيننا قد انقضى ..؟ لقد أحببتك حبا لم يحبه أحد من قبلي لأحد وأخلصت لك إخلاصا لا يضمر مثله أخ لأخيه ولا ولد لوالده ولا أشعر إلا بك ولا أحلم إلا بطيفك ولا أطرب لرؤية الشمس ساعة شروقها إلا لأني اسمع فيها نغمات حديثك ولا لمنظر الأزهار الضاحكة في أكمامها إلا لأنها تمثل لي ألوان جمالك ولا تمنيت لنفسي سعادة في هذه الحياة إلا من اجل سعادتك ولا أثرت البقاء فيها إلا لأعيش بجانبك واستمتع برؤيتك.
فالفتى استيفن يرى السعادة في العمل والكفاح والفضيلة والحب .. والفتاة ماجدولين ترى السعادة في الثروة والمال الوفير .
حياتي قلب أنت ملكته
وكتب الشاعر الهندي الكبير "طاغور" إلى محبوبته رسالة رقيقة قال فيها : لو أن حياتي كانت جوهرة كريمة لحطمتها مائة قطعة وصنعت لك من أجزائها عقدا أطوق به عنقك ولو أن حياتي كانت زهرة لطيفة صغيرة لاقتطفتها من فرعها كي أزين شعرك ، ولكن حياتي قلب يا حبيبتي فأين حدود القلب ؟ انك لا تعرفين حدود هذه المملكة ومع ذلك فأنت ملكتها ..!
خدعتني بكذبها الذكي
وكتب الكاتب الكبير "كامل الشناوي" رسالة إلى المرأة التي جعل منها ملكة فجعلت منه أضحوكة وأخلص لها فخانته وأعطاها كل شيء فلم تعطه شيئا جاء فيها : لم يعد بيننا ما يغري بأن أخدعك أو تخدعيني فقد خرجت من حياة نفسي لا تدهشي فالحياة التي أحياها اليوم لا يربطني بها إلا ما يربط الناس بحياتهم من أمل ويأس أو راحة وعذاب ..إنها حياة لا أتتحرك فيها ولكن أتمدد كجثة وهي لا تضمني بين أحضانها ولكن تلفني كالكفن ..في استطاعتي الآن فقط أن أصارحك بحقيقة قصتي معك لقد خدعتني وخدعتك ..خدعتني بكذبك الذكي وخدعتك بصدقي الغبي .. ظللت أتوهم أنك تحبينني فجريت وراءك بقلبي الأبلة ومشاعري الحمقاء وخلال تلك السنين كنت انتزع من نفسي خلجاتها وأقدمها لك في آهة دمعة ..كلمة ..قصيدة.. وقد دفعك إيمانك بصدق عاطفتي إلى أن تمارسي حقوق حواء بقدرة وجدارة فغدرت بوفائي وضحكت من دموعي، وليس صحيحا أني أغار من أي إنسان تعرفينه فالغيرة لا تكون إلا ممن تحبينهم وقد عرفت بالتجربة انك لم تحبي إلا ذاتا واحدة ولا أستطيع أن أغار منها لأنها مختبئة في ثيابك..!.
سالومية
وكتب فيلسوف القوة الشاعر الألماني فريدريك نيتشة للفتاة التي أحبها وهام بها حبا "سالومية التي ملكت عليه نفسه ورآها في وحيه وشعره وفلسفته وكانت "سالوميه" موزعة الفكر والقلب بين فلسفة نيتشه وبين فن "فاجنر" فلامها نيتشة على تصرفاتها وشك في حبها له فهجرته وأعرضت عنه فبعث إليها بهذه الرسالة : "ليس من حقي أن اعترض مشيئتك أن إرادتك مقدسة عندي بل أنا أحب أن تكون لك إرادة لكي تكوني على الدوام قوية فيزداد إعجابي بك وعلى أن أسألك لماذا رفضتني زوجا لك ؟ وكان يخيل لي أن فكرك قد استجاب إلى فكري وأن قلبك قد خفق لقلبي ولهذا أحببتك فهل كنت واهما هل كنت مغرورا أن احبك فصارحيني بدخيلة نفسك ومهما كان حبك قاسيا وفظيعا فسأعرف كيف أحتله ...ومن العجب إن الفتاة رفضت الزواج من هذا الفيلسوف العظيم والشاعر الكبير وفضلت عليه الفنان "فاجنر" الموسيقار الألماني ولما بلغه نبأ الزواج قال نيتشة كلمته المشهورة "لقد اجتاز طائر السماء غرامي واختطف المخلوق الذي أحببته ولكن هذا الطائر المدعو "فاجنر" لم يكن نسرا وهذا عزائي .