د. حسان حلاق
منذ 14 شباط الأسود وحتى اليوم لا نزال نحيا الصدمة ـ الفاجعة باغتيال الشهيد دولة الرئيس رفيق الحريري رجل الوحدة الوطنية ورمز العيش المشترك، فالحادثة تمثل بحد ذاتها كارثة وطنية وقومية، وفقدانه لا يمثل خسارة على بيروت ولبنان فحسب، وإنما يمثل خسارة على العالمين العربي والإسلامي، مطالبين الدولة اللبنانية بالكشف عن هذه الجريمة النكراء التي لم يشهد التاريخ الحديث والمعاصر مثيلاً لها.
لم تكن جنازة الرجل ـ الظاهرة سوى جنازة الوفاء، واستفتاء المليون تأكيد على الاستمرار في نهجه وعمله، بما كان يمثل من مبادئ الاعتدال والإنماء والإعمار والنهوض الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والإنساني والوطني، ولا سيما أن المليون مشيع والمليون الثاني بين معز في بيروت ومجدليون وزائر لضريح الجثمان الشريف في باطن بيروت المحروسة في رحاب مسجد محمد الأمين (صلى الله عليه وسلّم) الذي أحبّ، ليسوا سوى أوفياء للشهيد يمثلون مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية والعربية. لقد عاش الشهيد كبيراً واستشهد كبيراً، عاش وفياً لأصدقائه ولوطنه وها نحن نبادله الوفاء بالوفاء والحبّ بالحبّ ووفاء من بيروت وأبناء منطقة الطريق الجديدة، فإننا نطمئنك يا دولة الرئيس إلى أننا باقون أوفياء على العهد. وبهذه المناسبة أضع الوثيقة التالية بين أيدي المواطنين الكرام وفاء للرجل وهي تحت عنوان "ماذا قدم الرئيس الحريري لأبناء بيروت ومنطقة الطريق الجديدة" يعود تاريخها إلى 6 أيار عام 2004:
دولة الرئيس رفيق الحريري (1)
أصحاب السعادة نواب بيروت ورئيس المجلس البلدي
الاخوة أعضاء لائحة وحدة بيروت
الاخوة مخاتير بيروت
أخي وصديقي الحاج عدنان فاكهاني دينامو الحملة الانتخابية
أيها الاخوة والأخوات في منطقة الطريق الجديدة
باسمي وباسم منطقة الطريق الجديدة، عائلات وشخصيات وجمعيات وروابط، فعاليات وأفراداً، مخاتير ومرشحين، أرحّب ترحيباً حاراً بدولة الرئيس رفيق الحريري في المنطقة التي أحبها زمناً طويلاً، وعاش فيها مناضلاً وطالباً في جامعة بيروت العربية، كما أرحّب بلائحة وحدة بيروت.
دولة الرئيس، أيها الاخوة والأخوات
إنك قد تعلم كم تكن لك هذه المنطقة من محبة صادقة ومخلصة ووفية، لأنها ترى فيك رجل الوفاء والإنماء والإعمار.
إن أبناء منطقة الطريق الجديدة، وأنا منهم، تُعتبر أكبر المناطق البيروتية كثافة سكانية، وأكثر المناطق البيروتية مؤسسات أقامها المجتمع الأهلي. كان الواحد منا يقف على هذه الربوة فيرى جنوباً بمحاذاة المنطقة بقايا وأطلال مدينة رياضية، وبقايا دار معلمين ومعلمات ومؤسسات دولية. ويتطلع شمالاً فيرى بقايا لملعب بلدي متهالك قد مضى عليه الزمن، ويتطلع شرقاً وغرباً وفي كل الاتجاهات، فلا يرى في المنطقة سوى مدارس قليلة لا تلبي حاجة أبناء المنطقة، فضلاً عن نقص حاد في الخدمات الطبية والاستشفائية باستثناء خدمات مستشفى المقاصد، كما كانت المنطقة تعاني نقصاً حاد في البنية التحتية وسواها من خدمات.
فإذا بك يا دولة الرئيس، ومنذ ما قبل عام 1992 تنهض بلبنان وبيروت والطريق الجديدة، وفي مقدمة هذا النهوض نهوض الإنسان في المنطقة، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن غالبية المستفيدين من منح ومساعدات جامعية ومدرسية وتعليمية واجتماعية في داخل لبنان وخارجه، إنما بغالبيتهم كانوا من أبناء الطريق الجديدة. لقد آمنت بنهوض الإنسان لأنه يمثل قيمة عليا في مفهومك وسياستك.
ومن ثم يا دولة الرئيس بدأ أبناء المنطقة يشاهدون مدينة رياضية شامخة نعتزّ بها، ومستشفى حكومياً نعتز به، ونهضة عمرانية لدار المعلمين والمعلمات وثانويات ومدارس جديدة، ونهضة لمؤسسات البريد والبرق والهاتف وسواها. وكانت منطقة الطريق الجديدة الأكثر نصيباً والأوفر حظاً من المدارس العشر التي أقيمت وافتتحت في العام الدراسي 2003 ـ 2004، ورأينا الملعب البلدي بحلته الحضارية الجديدة، والمستوصفات الخيرية التي استقبلت الفقراء وذوي الدخل المحدود في مجتمع الطريق الجديدة.
دولة الرئيس، أيها الحفل الكريم
لا أذيع سراً إن قلت إن ثمن هذه الأرض التي نقيم عليها احتفالنا اليوم هي تبرّع منك لجامعة بيروت العربية منذ عام 1985، ولا أذيع سراً إن قلت إنه بفضل الله وبفضلك وبجهودك أصبحت أرض سجن الرمل ملكاً لجامعة بيروت العربية في عام 2003، ولا أذيع سراً أنه لولا جهودك ودعمك لما حصلت الجامعة على الترخيص بإنشاء كليتي الطب وطب الأسنان، مع أهمية التأكيد أن هذا الدعم لجامعة بيروت العربية ولجمعية البر والإحسان، إنما هو بالدرجة الأولى دعم لأبناء الطريق الجديدة ولبيروت وللبنانيين عامة.
ولا يخفى دعمك لدار الأيتام الإسلامية، ودار العجزة الإسلامية، ولجمعية المقاصد الخيرية وسواها من أندية رياضية واجتماعية وخيرية وإنسانية.
وكان أبناء الطريق الجديدة وأبناء بيروت يعيشون هاجس عدم وجود مكان واحد لدفن موتاهم في جبانة الشهداء، فإذا بك يا دولة الرئيس تخصص (16) ألف متر لحلّ هذه المشكلة لتكون مقبرة للمسلمين البيارتة ووضعتها تحت تصرّف المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في بيروت، وهي بمحاذاة جبانة الشهداء. وقد أوجد هذا القرار ارتياحاً عاماً لدى البيارتة.
أيها الحفل الكريم
ان منطقة الطريق الجديدة غنية بالإنسان وبالمؤسسات والجمعيات، وهي تمثل خزاناً بشرياً فاعلاً، وأكثر من هذا وذاك فهي منطقة مُحبّة وفية مخلصة لك يا دولة الرئيس، لهذا فهي تحتاج إلى المزيد من العطاء والخير والخدمات، وهي باعتبارها الخزان البشري والوفية لكم وتتميّز بوجود كفاءات على مستوى عال، فإنها تحتاج في عام 2005 إلى نائب ووزير من أبنائها مع اعترافي بمحاولاتك السابقة في هذا المجال.
أيها الحفل الكريم
إستناداً إلى ما تقدّم، ودعماً للرئيس رفيق الحريري، فيا أبناء الطريق الجديدة نطالبكم بدعم لائحة وحدة بيروت 24/24 من دون تمييز في طوائفهم ومناطقهم: تأييداً واقتراعاً وانتخاباً ونشاطاً للائحة العيش المشترك لائحة التوازن الوطني، لائحة وحدة بيروت.
والسلام عليكم
هامش (1) كلمة د. حسان حلاق في مهرجان لائحة وحدة بيروت في رحاب جامعة بيروت العربية
بحضور الرئيس رفيق الحريري ونواب بيروت وشخصيات يوم الخميس في 6/5/2004.