عقدت عائلة الرئيس الشهيد اجتماعاً امس برعاية السيدة نازك، في ختام تقبل التعازي باستشهاده ورفاقه، حضره الأبناء: بهاء وسعد وأيمن وفهد وهند وعدي وجمانة، ثم اصدرت بياناً توجهت فيه الى اللبنانيين، والى "شعب الوفاء والصمود والعزة والكرامة" جاء فيه:
"بالأمس القريب، وقف اللبنانيون بكل انتماءاتهم وأطيافهم يتقبلون التعازي بالمصاب الجلل الذي حلّ بلبنان والامة العربية، بفقدان شهيد الواجب الوطني رفيق الحريري الذي بكاه الجميع في عاصمته الحبيبة بيروت وسائر المناطق اللبنانية العزيزة والاقطار الشقيقة والدول الصديقة التي عرفته انساناً مميزاً، قضى عمره في سبيل خدمة مواطنيه وامته والانسانية جمعاء.
واليوم، آن الاوان كي نستلهم من الآلام الكبرى التي تلف الوطن، الارادة والعزم والقوة والوحدة، للاعلان عن مواصلة مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نحو اهدافها الوطنية والقومية والانسانية، والعمل في سبيل تأكيد مشروعه لنهضة لبنان وعروبته واستقلاله وسيادته وحريته وازدهاره ونظامه الديموقراطي.
اننا، في هذا اليوم، نتوجّه الى روح شهيدنا العظيم بكل ما أولانا الله سبحانه وتعالى من إيمان وصبر ورباطة جأش، لنودعها آيات الرحمن بقوله تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" (صدق الله العظيم). ونذكر في الوقت نفسه، كل من شارك او فكر او خطط في تلك الجريمة الارهابية بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله من دم سفك بغير حق".
وهذه مناسبة كي نقول لهؤلاء القتلة المجرمين ان لبنان لن يموت من خلال جريمة استهدفت حياة رفيق الحريري، بل ان لبنان انتفض وواجه هذه الجريمة بوحدة وطنية غير مسبوقة في تاريخه، وكان شعبه في المستوى الذي يليق بهذا الوطن وبشهيده الكبير، وها هي الساعة قد أزفت في اتجاه دولة الحق، وليعلموا "ان دولة الباطل ساعة، ودولة الحق حتى قيام الساعة".
ولاننا من لبنان، ولكل لبنان، من عاصمته الى شماله وجنوبه وجبله والبقاع، فإننا نؤكد منذ الآن سيرنا على خطى رفيق الحريري، فلا نأخذ إلا بما أخذ به ولا نضع في حساباتنا الانسانية او السياسية أي اعتبارات طائفية او مذهبية او مناطقية في عملنا، فنحن كما أراد الرئيس الشهيد لكل اللبنانيين، نستمد من وطننا وأمتنا القيَم التي غرسها الراحل في كل شخص من أهله وأحبته.
ومن هذا المنطلق قرّرت عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالإجماع ما يأتي:
اولاً: تتولى الأم السيدة نازك رفيق الحريري الإشراف والإدارة على كل المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي كان يرعاها شهيد لبنان، مستمدة العون من الله سبحانه وتعالى، ومن كل لبناني شريف، بثبات لا مساومة حوله، وبقيم ومبادئ واخلاقيات العمل الخيري والاجتماعي التي زرعها شهيد لبنان الرئيس الراحل رفيق الحريري.
ثانياً: يتولى سعد رفيق الحريري المسؤولية والقيادة التاريخية لكل الشؤون الوطنية والسياسية، لمتابعة مسيرة البناء الوطني بكل مستوياتها، واضعاً نصب عينيه لبنان الكرامة والاستقلال، لبنان الوحدة الوطنية التي نادى بها واستشهد لاجلها شهيد لبنان والأمة العربية، وفقيد المجتمع الدولي رفيق الحريري.
ثالثاً: ان عائلة الرئيس الشهيد بأعضائها كافة، تدعو عائلة رفيق الحريري الكبيرة من شعب لبنان الأبيّ الى مساندة ومؤازرة الأم الراعية السيدة نازك الحريري والابن والشقيق البار سعد رفيق الحريري، في ما يمكنهما من تحمّل المسؤوليات الجسام والقيام بالواجب الانساني والوطني والسياسي الكبير الملقى على عاتق كل منهما.
ان عائلة الرئيس الشهيد تتوجه الى الشعب اللبناني بأسمى آيات التقدير والمحبة والامتنان، لتؤكد لكل لبناني رفع علماً من أعلام الحرية، وفاء لروح رفيق الحريري، عزمها على مواصلة المسيرة ودعوتها لاستئناف العمل معاً وتجديد الحلم بقيام لبنان المشرق الديموقراطي العربي العزيز.
شكراً لكل اللبنانيين وللأخوة العرب الشرفاء، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، ولكل الاصدقاء في العالم وفي مقدمهم فرنسا، الذين كانوا الى جانبنا دائماً، وعهداً اننا سنبقى اوفياء لروح الشهيد الكبير ولفكره وحلمه وإرادته".