في سجل الخالدين يا أبا خالد
أحد أحرار لبنان الشجعان. فارس الكلمة في البرلمان. فكلماته الصادقة كان يقولها بجرأة دون أن يخاف في قول الحقِّ لومة لائم، كانت كوقع السهام على رؤوس الأخصام المرتجفين كأوراق الخريف الصفراء من الكلمة الحرة الخلاقة.
وأحد رموز 14 آذار، حملة مشعل الحرية والسيادة والاستقلال والبطولة والتفاني في حمل المسؤولية حتى الشهادة وتحقيق الانتصار.
وأحد رجالات انتفاضة الاستقلال المباركة 2005 على عهد وصاية النظام السوري المطرود المحترف الإجرام والاغتيال الحقود.
وأحد أساتذة القانون والسياسة اللبنانيين الكبار ، أنار باستشهاده اليوم الإربعاء 07.07.13 منطقة "المنارة" البيروتية لينير طريق الحرية وينضم إلى قافلة الأحرار وفي مقدمتهم رفيق دربه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وليدخل سجل الخالدين من أجل قيامة لبنان السيد الحر الديمقراطي العربي المستنير المستقل.
رسالة التفجير واضحة وموجهة ليس فقط للأكثرية لإنقاص عدد نوابها، وإرباك الحكومة الشرعية، وعرقلة انتخاب رئيس شرعي للجمهورية، وتأجيج الفتنة، وزعزعة الاستقرار، بل أيضا وبالدرجة الأولى إلى مجلس الأمن. وبالتالي هي جاءت في هذا التوقيت بالذات ليس فقط رداً على إقرار المحكمة الدولية، وإنما أيضا على القرار الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن قبل يومين بالإجماع متهما سورية وإيران بتهريب السلاح إلى لبنان لزعزعة استقراره.
ومن هنا فلبنان لا يحتاج بعد إلى قرارات جديدة وإدانة واستنكار شديدتين يا مجلس الأمن!
لبنان يحتاج إلى قوات دولية تنتشر على كامل الحدود اللبنانية السورية بأبراج مراقبة وتقنية حديثة ومعدات كافية، وإلا فإننا لن يرتاح وسنقدم الشهيد تلو الشهيد من خيرة أبناء هذا البلد المنكوب بجيران السوء.
ولكن رغم كل التضحيات العظام، فلبنان سينتصر حتماً على القتلة في أقبية أنظمة الطغاة ومربعات أحزاب الظلام، وسيحقق طموحات الشهيد النائب وليد عيدو في قيام دولة الحق والقانون والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وستشرق أرواح الشهداء مبتسمةً مع الشمس في كل صباح على لبنان.
فسلام وألف سلام على روحك المعطاء يا أبا خالد وعلى أرواح كل الشهداء الأبرار. أسكنكم الله فسيح جنانه.
وليعلم القتلة الجبناء!
بأننا شعبٌ عنيدٌ صلبُ المراس متمردٌ جبار، لن ننحني أبداً ومهما صار!
ولن نتراجع خطوة واحدةً رغم التضحيات الجسام، وسنحقق كل الأحلام!
ولن نهاب من متفجرات تضعها المخابرات السورية أو عملاؤها الأقزام.
وإن اسْتَشْهَدَ فارسٌ صنديدٌ كالأستاذ وليد عيدو الشهيد
صرنا كلنا فرسانَ لبنان الصَّناديدا
وإن هوت صخرةٌ عنيدةٌ من جبل صنين العنيد تحولنا كلنا صخراً عنيدا.
فنحن أيها القتلةُ الأشرار
نقولها دون فضح أسرار
بأننا ثوارٌ وأبناءُ ثوار
جبلنا من صخور الصوان
شراراً يقدحُ ليوقدُ النار
ويصنع مستقبل الشرق الجديدا
في سجل الخالدين يا أبا خالد
وتحلو الشهادةُ من أجلك يا لبنان
بقلم الأستاذ سعيد علم الدي
◄نبذة عن سيرته:
ولد في بيروت سنة 4/4/1942 - رقم السجل 1675 / باشورة - المذهب: مسلم سني - متأهل من السيدة عايدة غنوم وله ثلاث أبناء، خالد زاهر ومازن - نال البكالوريا اللبنانية – القسم الثاني العام 1962 - تخرَّج من كلّية الحقوق – الجامعة اللبنانية العام 1966 - دخل سلك القضاء عام 1967 واستقال في 31/1/2000
تدرج في المناصب القضائية التالية:
* مستشار لدى محكمة افلاس بيروت
* مستشار لدى محكمة التجارة في بيروت
* رئيساً لمحكمة التنفيذ في صيدا
* رئيساً لمحكمة الأحوال الشخصية في صيدا
* رئيساً لمحكمة القضاء المستعجل في صيدا
* رئيساً لمحكمة التنفيذ في بيروت
* رئيساً لمحكمة مجلس العمل التحكيمي في بيروت
* رئيساً لمحكمة استئناف جبل لبنان
* نائباً عاماً استئنافياً في الشمال
* رئيساً لمحكمة استئناف الجزاء في بيروت
استقال في 31/01/2000 وعُيِّن قاضي في منصب الشرف
◄السيرة النيابية:
* ممثل عن دائرة منطقة مدينة بيروت الثانية
* الدورات الانتخابية : 2000 / 2005
* رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات و عضو في لجنة الإدارة والعدل
* ساهم في وضع وإقرار العديد من القوانين اللبنانية في الندوة البرلمانية.
◄معلومات إضافية:
* له دراسات وأبحاث قانونية عدة منها:
*تنفيذ الأحكام والسندات الأجنبية
* الرسوم والنفقات القضائية
* تعويض المساهمة
*أصول المحاكمة لدى محكمة الدرجة الأولى الجزائية
*قرض الاستعمال وقرض الاستهلاك
* قواعد تقدير الضرر والحكم فيه
* القضاء في الإسلام
من أقواله "لا يوجد نصف حكم.. ولا نصف حق" ..
وليد عيدو مناضل بيروتي بدأ "مرابطاً"
إستهدفت يد الإرهاب يوم الأربعاء في 13/06/2007 النائب في كتلة "تيار المستقبل" وليد عيدو في سيارة مفخخة على طريق النادي الذي يرتاده يوميا في منطقة المنارة قريبا من الرّوشة.
ولطالما اعتبر النائب عيدو أحد "صقور" تيار المستقبل ومن الأصوات التي ما برحت تطالب بإقرار المحكمة الدولية التي رأت النور في 30/5/2007 لكنَّها لم تمنع إنضمامه شهيدا جديدا الى قافلة الإستقلال الذي بدأ في 14آذار عام 2005.
عرف عن القاضي عيدو انه كان احد اعضاء قيادة تنظيم"المرابطون" في النصف الثاني من حقبة السبعينيات من القرن الماضي.
تعاون عيدو مع "المرابطون" لفترة ليست طويلة امتدت من عام 1978حتى عام 1980وترك الحركة بعد ان تبين له أنه في المكان الخطأ "كما قال أخيرا في حديث صحافي".
عيدو هو من اسّس اذاعة "صوت لبنان العربي" ومجلة "المرابط" وكان رئيس تحريرها.
في حديث نشر سابقاً قال عيدو:"انا تركيبتي القضائية تجعلني اقول كل الحقيقة. في العدلية لا يوجد نصف حكم ولا نصف حق. ولا تستطيع ان تصدر حكماً وانت محتار بين الموافقة والرفض. وهذا الطبع القضائي يلعب دوره في موقفي السياسي، فأقول كل الحقيقة احيانا وبشكل جاف وقاس، انما بشكل مطلق لانني لا اناور. وانا اعتقد ان قول الحقيقة وتسمية الاشياء باسمائها، اهم من الامساك بالعصا من النصف (...)".
◄وليد عيدو: مدافع صلب عن الحريري والمحكمة والحكومة
كان النائب وليد عيدو صلباً في مواقفه، وفي دفاعه عن الخط السياسي الذي انتهجه في «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار، وناشطاً في التحركات السياسية والنيابية، خصوصاً في لقاءات الثلاثاء في البرلمان التي نظمها نواب الأكثرية لمطالبة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بفتح الدورة العادية للمجلس.
ودافع عيدو بقوة عن الجيش اللبناني في معركته ضد جماعة «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد، وهاجم في تصريح له بعد بدء المواجهات منتقدي العملية التي ينفذها الجيش بقوله:
«لا تنفك بعض أبواق السياسة والإعلام عن إطلاق حمم الأخبار المسمومة بحق الدولة وعمليات المطاردة التي ينفذها الجيش ضد المجموعات الإرهابية في مخيم نهر البارد.
ونأسف ان تعمل هذه الأبواق على تحريف الحقائق وإثارة موجات متتالية من الشكوك حول الأهداف الحقيقية لعملية الجيش والقوى الأمنية، سواء من خلال الحديث المتكرر عن عدم التنسيق بين الأجهزة العسكرية المختصة، من خلال التركيز على جواب اخرى تحاول تصوير ما يجري في البارد كما لو انه معركة بين الجيش والشعب الفلسطيني».
كما هاجم احد «الأبواق التي بثت أخبار مسمومة جديدة تعمدت حشر اسم المملكة العربية السعودية، في معركة نهر البارد وبخ معلومة مفبركة عن اقتراح (رئيس كتلة المستقبل) النائب سعد الحريري على المملكة، خيار الحسم العسكري في نهر البارد وموافقتها عليه وإبداء استعدادها لإعادة إعمار المخيم». وأكد انه «لن يكون لمثل هذا التذاكي المشبوه، ان ينال بالطبع من دور المملكة في دعم الدولة ومؤسساتها الشرعية».
وسارع عيدو فور إعلان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن الخطوط الحمر في مواجهات نهر البارد يوم 26/5/2007 الى الرد عليه سائلاً: «هل من دولة في العالم تتفاوض مع مجموعة من الإرهابيين تعمل على اغتيال البلاد ونحرها؟». وأكد ان «الحديث عن خط أحمر لجماعة «فتح الإسلام» لا يمكن عاقلاً ان يصدق انه صدر عن مقاومة قاتلت اسرائيل».
ومارس عيدو وفاءه للرئيس رفيق الحريري في حياته، وبعد استشهاده، وعبر أكثر من مرة عن هذا الوفاء، وأكد دائماً التزامه الخط الذي رسمه الرئيس الشهيد. وقال في أحد تصريحاته عشية انتخابات 2005 ان بيروت ستبقى وفيّه لرفيق الحريري وسيقودها في غيابه كما كان في حياته. ولم يفته أن يؤكد في شكل دائم عروبته وعروبة بيروت والتزامها قضايا العرب.
وشغلت المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري النائب عيدو الذي أصر في أكثر من موقف على ضرورة إنشائها في لبنان، لكنه كان ايضاً متحمساً لإقرارها في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، إذا لم تقر بالطرق القانونية اللبنانية، أي عبر المجلس النيابي بعدما كان مجلس الوزراء أقرها. وقال في حديث حول الموضوع: «إذا دعا الرئيس نبيه بري المجلس الى الاجتماع فحسناً يفعل من موقعه كرئيس للمجلس وتكون هناك عودة الى عمل المؤسسات، وعندها سنتوجه الى الأمم المتحدة ونقول لها شكراً انتهى الأمر في المؤسسات الدستورية ووفقاً للآليات الدستورية. أما اذا وصلنا الى الحائط المسدود، وهذا ما نشعر به، فسنبقى نطالب وربما سنطالب خطياً مجلس الأمن باتخاذ القرار بإنشاء المحكمة ولو تحت الفصل السابع». ورفض مقولة تسييس المحكمة، مشيراً الى ان «كل مواطن سيُسمع امام ملايين الناس لأن المحكمة ستكون علنية وهذا نص موجود في نظامها. فالمحكمة ستناقش الأمور وجاهياً وعلنياً».
ولاحظ وجود «رفض مبطن تحت عنوان الملاحظات لموضوع المحكمة»، قائلاً: «نحن دعاة حوار فليتفضل الرئيس بري ويخطف هذه اللحظة التاريخية وليدع الى الحوار على اية مواد اساسية ولكن وفق المعايير اللبنانية والدولية الصحيحة نتفق عليها داخل الحكومة وعلى طاولة الحوار».
وأضاف: «سمعت ما قيل عن تواطؤ كبير من قادة 14 آذار لكن لم أسمع أي دليل عليه. كل ما قيل هو كلام سياسي لم يترجم مرة بأي دليل. فحكماً كنا مع المقاومة وضد اسرائيل ونحن اليوم ضد اسرائيل. هذه الدولة هي عدوتنا والمقاومة مقاومتنا ولكن نقول بكل صراحة ووضوح تعالوا لنتفق على هذه الدولة التي سنحارب بها اسرائيل».
عيدو كان شديداً في انتقاداته المتكررة لرئيس الجمهورية إميل لحود، وهو وجه إليه رسالة لمناسبة دعوته إلى القمة العربية في الرياض وجاء فيها:
«يا فخامة الرئيس، حسناً، فأنت مدعو إلى حضور القمة العربية المقبلة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لكن هل لك أن تقول لنا وللشعب ماذا ستقول للقمة ومن تمثل؟. هل ستقول للقمة إن الشعب اللبناني قد أسقطك من حسابه، وأنه لا يعترف بك رئيساً، وأن الغالبية النيابية اللبنانية تقاطعك وتطالب باستقالتك؟ وهل ستقول لهم انك تخالف الدستور يومياً، وان هناك دعوى نيابية بحقك لمحاكمتك أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بتهمة الخرق الفاضح للدستور التي توازي الخيانة العظمى؟ وهل ستقول لهم ان رأس الطائفة المارونية، وأنت من رعيتها، لم يعد يعترف بك رئيساً، وأنه طالبك بالاستقالة؟. هل ستقول لهم انك تحمي متهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانك تسعى جاهداً للإفراج عنهم».
وفي الكلمة التي القاها في الرابع عشر من شهر شباط عام 2006 لمناسبة مرور سنة على إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، قال :
ايها الاحرار، نتوجه الى السلطة ونقول اذا كنتم تريدون وأد الفتنة وطمأنة النفوس اطلبوا لجنة تحقيق دولية، وادفعوا بهم الى الاستقالة واقيلوهم. نتوجه الى من في السلطة ونقول، لماذا تريدون منا مشاركتكم في الحكومة وسيناريو طمس الحقيقة مستمر عبر الحكومة الفعلية واشباح الظلام. نتوجه الى السلطة ونقول لماذا لا تريدون اجراء انتخابات نيابية تقتلعكم من جذوركم وترمي بكم الى حيث يلعنكم التاريخ، فنحن لا نتباهى بكم، ان مفتاح الحل واقامة الدولة الحرة المستقلة السيدة، مفتاح الاقتصاد والامن والمال والاستقلال هو معرفة من قتل رفيق الحريري؟، نقول ذلك ونقول لهؤلاء ارحلوا...".
اضاف: "ايها الاحرار، نقول لسوريا، ان عروبتنا وقوميتنا عقيدة ثابتة، لا تمسها الاخطاء ولا الخطايا ولا التدخلات، وانه لا مكان بيننا لاسرائيل ولا لعملائها. نقول للاشقاء العرب وللمملكة العربية السعودية تحديدا، شكرا لكم عاطفتكم النبيلة ووقوفكم الى جانب الحق والحقيقة ولبنان السيد المستقل والعربي اولا وثانيا. نقول للرئيس جاك شيراك لقد كنتم ايها الرئيس العزيز صديقا وفيا لرفيق الحريري، ان اللبنانيين يحفظون لكم هذا الوفاء ومواقفكم كافة الى جانب قضيتهم اللبنانية والعربية، ويقولون لك نحن نعتز بصداقتك، ونحن سنبقى اوفياء لك ولفرنسا ثورة الحريات والحق والمساواة. نقول للعالم، نحن أخذنا قرارنا الواحد بأن نعيد بناء لبنان السيد الحر المستقل الديموقراطي، ونحن نشكر كل من يقف معنا من اجل ذلك. واقول لكم، انتم ايها اللبنانيون الاحرار، الامر لكم، لقد بدأ فجر الحرية يبزغ من جديد، كونوا قلبا واحدا، كونوا عقلا واحدا، كونوا يدا واحدة. اما انت ايها الرئيس الشهيد الناظر الينا من عليائك في جنات الخلود، كن مطمئنا راضيا من عليائك لان احلامك بدأت تتحقق اثر استشهادك بعد ان منعوك من تحقيقها في حياتك.
ستبقى بيروت ايها الرئيس الشهيد وسنبقى اوفياء لنهجك ومبادئك وقيمك ايها الرئيس الشهيد حتى آخر يوم من حياتنا، واقول لكم اخيرا ايها الاحرار، من أبكانا دموعا سنبكيه دماء باذن الله".