ولد الدكتور سليم أحمد الحص في منطقة حوض ولاية بيروت سنة 1929م حيث نشأة أسلافة وتعلم في مدارس المقاصد مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية ثم انتقل إلى الجامعة الأمريكية في رأس بيروت ليكمل دراسته بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل دراساته العليا بنفس التخصص وذلك في جامعة انديانا فنال شهادة الدكتوراه ثم عاد إلى بيروت ليعين استاذاً جامعياً مساعداً سنة 1964م ثم مستشاراً للصندوق الكويتي للتنمية العربي ثم مديراً عاماً ورئيساً لمجلس إدارة المصرف الوطني للإتحاد الصناعي والسياحي وبعد إنتهاء حرب السنتين في لبنان 1975م-1976م أثر دخول قوات الردع العربية لإنهاء الصراع الداخلي هناك تم تكليفة بتأليف حكومة وحدة وطنية سنة 1976م فلعب دوراً بارزاً في المحافظة على سعر الليرة اللبنانية آنذاك وفي سنة 1987م تم تكليفة مرة أخرى برئاسة مجلس الوزراء بالوكالة نيابة عن رئيس الحكومة المغدور رشيد كرامي وكانت تلك الفترة من أصعب مراحل الحرب الاهلية في لبنان وخصوصاً بيروت حيث تنحر الاحزاب والطوائف في حرباً ضروس تدور رحاها في أحياء العاصمة وأزقتها يومياً وكان الحص رئيس جرئياً مهذباً خلوقاً يكره الميليشيات وزعمائها ويؤمن بالحوار والعلم والقيم الإنسانية والاخلاقية ولا يهوي الطائفية والفئوية والمناطقية والحزبية لذلك حافظ على بيروت ووحدتها الداخلية جغرافيا في تلك الفترة العصيبة وقد استعان بما يملك من إمكانيات وعلاقات محلية وإقليمية ودولية لتثبيت ذلك وقد تعرض خلال تلك الفترة لمحاولة اغتيال وتهديد وأنتقاد ولكنه استمر في نهج سياسته المبدئية ولم يرضخ لكافة الضغوطات التي مورست عليه وبعد انتهاء الحرب اللبنانية ترشح الحص عن بيروت ففاز ولائحته بأغلب مقاعد المدينة برلمانياً وأصبح أكثر من أي وقت مرجعاً سياسياً كبيراً وهاماً لأبناء العاصمة بالإضافة إلى تعيينه في مركزاً دولياً هاماً وهو ممثل البنك الدولي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك سنة 1992م .
وفي انتخابات سنة 1996م اخفق الحص سياسيا بعد أن فازت لائحة قرار بيروت والتي كان يترأسها إبن صيدا ومشرح بيروت آنذاك رئيس الحكومة الشيخ رفيق الحريري ولم ينال الحص إلا مقعده في البرلمان ومقعد لحليفة النائب السابق محمد يوسف بيضون لينتقل الحص بعدها إلى جهة المعارضة وبدأ صراعه السياسي مع عدوه التاريخي في مضمار الزعامة وهو رفيق الحريري وقد تخلل ذلك الصراع انتخابه رئيسا للحكومة سنة 1998م في عهد الرئيس أميل لحود والتي استمرت زهاء السنتين خسر الحص في تلك الفترة الكثير من رصيده السياسي والاقتصادي بعد أن فشلت حكومته برفع المعانات عن كاهل المواطن اجتماعياً جراء استلامها حقائب وزارية مثقلة بالديون والفساد الإداري والمشاكل السياسية والاحتلال الإسرائيلي وضربه الدائم للبنية التحتية اللبنانية بشكل شبه يومي بالإضافة إلى صعوبات الإنفاق مما أضطره إلى إتباع سياسة تقشفه اقتصادية ولكن رغم كل العوامل والظروف الصعبة التي مرت بها البلاد آنذاك نجحت حكومته بالمحافظة على سعر صرف العملة المحلية رغم مراهنة الكثيرون على فشلها بذلك.
وكان الإنجاز الأكبر لها هو تحرير البلاد من المغتصب الاسرائيلي بيد المقاومة الإسلاميّة اللبنانية ممثلة بحزب الله وحركة أمل، ولكن رغم ذلك خسر الحص معركته الانتخابية اللاحقة سنة 2000م بفوز ساحق لجميع مترشحي لوائح الشيخ رفيق الحريري رغم رئاسته لمجلس الوزراء وتشكيله للائحة كانت تضم ثلاث وزراء وبشّن التلفزيون الرسمي حملة عدائية كبيرة أستعملها سليم الحص لمصلحته الشخصيّة.
ولكن حسم المعركة عدوه التقليدي سياسياً رفيق الحريري بمكينه إنتخابية تجاوز عدد العاملين فيها الفين عنصر وقوة إعلامية وإعلانية ومالية لم يستطع الحص مجراتها هذا وقد شكر الحص بيروت وابنائها وتعهد لهم بالمضى قدماً على نهجة ومبدئه بالمحافظة على المدينة التي تعني له الكثير وللرئيس الدكتور سليم الحص العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المؤلفات والمقالات السياسية والاقتصادية منها أثنين باللغة الانجليزية:
1. تطور السوق المالي في لبنان
2. نافذة على المستقبل
اما الكتب العربية فهي كثيرة ومن أهمها:
1. لبنان المعاناه والسلام
2. لبنان على المفترق
3. نقاط على الحروف
4. ذكريات وعبر
5. حرب الضحايا على الضحايا
6. على طريق الجمهورية الجديدة
7. القرار والهويه
8. تجارب الحكم في حقبة الانقسام
9. زمن العمل والجدية