ولد فؤاد شهاب في 19 آذار سنة 1902 في بلدة غزير قضاء كسروان، وهو ابن الأمير عبد الله ابن الأمير حسن ابن الأمير عبد الله ابن الأمير حسن شقيق الأمير بشير الكبير.
قد تزوج والده مرة ثانية من بديعة طالب حبيش وأنجب ثلاثة أولاد، ثم هاجر الى الولايات المتحدة عام 1910 وانقطعت أخباره، فعاش مع أخويه شكيب وفريد وأمه بديعة في حالة عوز.
مع بداية حرب 1914 نزحت عائلة الأمير عبد الله من غزير إلى جونيه، ليسكن في منزل الشيخ طالب حبيش جد الرئيس شهاب من أمه، وقد لعب خالاه الشيخان بديع ووديع حبيش دوراً هاماً في تربيته وأدخلاه معهد الفرير ماريست في جونيه المجاور لمنزلهما.
مع اشتداد المجاعة في جبل لبنان، ولا سيَّما في كسروان، اضطر الشاب فؤاد للعمل في دوائر الحكومة مباشراً في محكمة جونيه، مرتدياً البنطلون الكاكي والقميص "الديما" بدون جاكيت، وكان ينادي بأعلى صوته عند ابتداء كل محاكمة أصحاب الدعاوى من محامين ومتقاضين وشهود.
◄دخوله إلـى الجيش
في 12 كانون الأول من عام 1921، ومع مجيئ الاحتلال الفرنسي تطوع بالمدرسة الحربية للجيوش الخاصة في الشرق، مع متطوعين من الأسر العريقة، لا سيّما الشهابيين الأمراء، فؤاد، عادل، جميل، بهيج، لويس، عبد القادر ...
وبعد مدّة أرسله الفرنسيون مع عدد من رفاقه اللبنانيين إلى المدرسة العسكرية التي أنشئت في دمشق وهم الضباط: جميل لحود، وفؤاد حبيش، وجان عزيز غزيري، واسكندر عرقجي، ومحمد اليافي، وعلي الحاج... ويعتبر هؤلاء البناة الأوائل للمؤسسة العسكرية اللبنانية.
في 20 ايلول 1923 تخرج برتبة ملازم، والتحق باللواء الأول السوري – اللبناني المشترك في بلاد العلويين، ثم رقي الى رتبة ملازم أول ونقيب. في 7 تشرين الثاني 1930،تسلّم إمرة مركز راشيا حتى 5 شباط 1936، وفي 25 كانون الأول 1937 رقي الى رتبة مقدم وعيّّن قائداً لفوج القناصة الثاني.
عام 1926 وبينما كان الضابط الشاب فؤاد شهاب يقوم بعمليات عسكرية في جبل أكروم، بتكليف من رؤسائه الفرنسيين ضد ثورة زين مرعي جعفر، تعرف على الآنسة روز رونيه بواتيو Rose – Renee Boitiou ابنة زوجة قائد الحامية العسكرية في بلدة عندقت، المقدم الفرنسي نواريه. وتزوج منها في السنة ذاتها في دير مار ضومط في القبيات. ويذكر ان الآنسة روز رونيه، قتل والدها في معارك الحرب العالمية الأولى فتزوجت والدتها المقدم نواريه.
سنة 1938 انتقل إلى باريس وتابع دورات دراسية في سان مكسان، وشالون، وفرساي، ليتخرّج من مدرسة الحرب العليا في باريس، حيث اكتشف مدى التطوّر والتنظيم الذي وصلت اليه الجيوش الأوروبية، مما ساعده مستقبلاً في تنظيم الجيش اللبناني. في 25 كانون الثاني 1942 رقي الى رتبة عقيد، وفي سنة 1943 تسلّم قيادة اللواء الجبلي الخامس، الذي كان يتضمن عناصر لبنانية فقط، وفي سنة 1944 رقي الى رتبة زعيم وكلّف بتنظيم قوات الشرق الخاصة.
◄خلال معركة الإستقلال
كانت القيادة الفرنسية تتابع نمو الصحوة الوطنية في صفوف المتطوّعين اللبنانيين، التي بدأت تأخذ مداها في أيلول من عام 1936، عند تأسيس أول فرقة لبنانية للقيام بعمليات عسكرية خارج لبنان، لا سيّما في شمال افريقيا، مما أثار نقمة الضباط اللبنانيين الذين رفضوا القيام بمهمات خارج لبنان. وفي غمرة الصراع الفيشي - الديغولي في الشرق، عقد اجتماع في زوق مكايل في 26 تموز 1941، ضمّ نخبة الضباط اللبنانيين حيث وقّعوا على وثيقة اقسموا فيها على عدم الخدمة إلاّ في سبيل لبنان وتحت علمه.. ووفقاً للوثائق الفرنسية اعتبر الجنرال فؤاد شهاب المحرّك الأول لهذه الأعمال أو الرأس المدبّر لها، وقد أيّد في ما بعد حكومة بشامون بكل مواقفها.
◄إلـى القيادة
في أول آب 1945، وبعد انتقال جميع صلاحيات الحكم من حكومة الانتداب الى السلطات اللبنانية ، وتسلمها الفوج الأول من القناصة اللبنانية في الجيش الفرنسي، اختار الرئيس الشيخ بشارة الخوري، الكولونيل فؤاد شهاب قائداً للجيش الوطني الذي كان يشهد لـه الجميع بأنه ضابط ممتاز، فأكسب الجيش الى جانب رفاقه الضباط، عادات النظام والانضباط والمناقبية والتربية العسكرية الصارمة التي مارسها، وتحققت في ظل قيادته إنجازات جبارة، اذ قام بتنظيم الكادرات، وتطوير الأسلحة، معتمداً على التقنيات الحديثة التي لا بدّ منها لتجهيز جيش محترف. وفي أيار 1948، كلّف بقيادة جميع القوى المسلحة التي اشتركت في حرب فلسطين. ثم لاحق تأسيس الجيش، فرقة فرقة، عدة وعديداً، وسعى إلى أنسنة المؤسسة مهتماً بالجنود اهتمامه بضباط الرتب العالية، فأنشأ لهم المساكن وأعطاهم الكثير من الضمانات الإجتماعية، وكان يركّز في جميع لقاءاته مع الضباط، على غرس روح القيادة في نفوسهم، انطلاقاً من أن القائد يجب ان يكون "الرأس المفكّر " وفي مقدمة رجاله ومثلهم الأعلى، ويختصر دور الضابط في الجيش اللبناني على النحو التالي:
هو ضابط ميدان، مجهّز للدفاع عن الحدود وسيادة الوطن.
هو ضابط مجتمع، يملك القدرة والوسائل للاختلاط في المجتمع اللبناني.
هو ضابط قدوة، قادر على الحوار وإعطاء المحاضرات في مختلف المواضيع، أي ضابط مثقف.
وقد اختزن الرئيس شهاب في قلبه حنيناً دائماً إلى الجيش، حتى بعد تركه البزة العسكرية وانتخابه رئيساً، فالبدلة المدنية، لم تمنعه يوماً من لقاء رفاق السلاح حيث كان يحبّ أن يستقبلهم بكل بساطة وترحاب في مقر الرئاسة. وفي الأزمات الصعبة التي عرفها لبنان، كان يتطلّع إليه رفاقه الضباط، لأخذ الرأي والرشد والقرار الصائب لمعالجة المشاكل، والتزوّد بتعليماته الحكيمة.
◄إلـى السياسة مرغماً
في 18 أيلول 1952، وعلى أثر استقالة رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري واستقالة رئيس الحكومة صائب سلام، تسلّم اللواء شهاب رئاسة الحكومة المؤقتة وفقاً للمرسوم رقم 9443. أعطيت هذه الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية بصورة استثنائية لفترة مؤقتة دامت اثني عشر يوماً. وهذه كانت بداية الجنرال شهاب في السياسة. أمضى الجنرال شهاب الأيام الثلاثة الأولى 18و19و20 أيلول في مكتبه بوزارة الدفاع، ولم يدخل مكتب رئاسة الوزراء حيث يجب أن يكون، إلاّ في 21 أيلول مع سكرتيره الخاص وصديقه النقيب فرنسوا جينادري. انتخب الرئيس كميل شمعون في 23 أيلول 1952 رئيساً للجمهورية، وفي 18 تشرين الثاني 1956 تسلّم الجنرال شهاب وزارة الدفاع، مع احتفاظه بقيادة الجيش في حكومة الرئيس سامي الصلح. وفي أول آذار 1957 استقال من وزارة الدفاع الوطني بموجب المرسوم رقم 14622 وأسندت هذه الوزارة إلى الرئيس سامي الصلح.
◄إلـى الرئاسة
في 31 تموز 1958، انتخب مجلس النواب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية بأكثرية 48 صوتاً، مقابل 7 أصوات نالها منافسه الأستاذ ريمون إده، وقد أكّد أقرب المقربين إلى خُلق وطبع الرجل الكبير، أنه لم يكن يرغب في الرئاسة، لكنّ تطوّر الأحداث الإقليمية والدولية، دفعه إليها دفعاً بعد أن وجد الرأي العام أنه الحل الوحيد للخلاص إثر محنة الأشهر الستة سنة 1958، حيث حفرت الخنادق في الشوارع وأقفلت الأسواق وقامت المظاهرات، وجرت عدة محاولات لاغتيال كبار المسؤولين، وبرز العصيان المسلح. وقد رفض اللواء فؤاد شهاب حينذاك إنزال الجيش إلى الشوارع لقمع الثورة محيّداًً بذلك إياه عن التجاذبات السياسية بين الأفرقاء.
◄استقالته
20 تموز 1960 ، فيما كانت البلاد تتنفّس الصعداء أمام نتائج الانتخابات النيابية التي أدّت الى تصحيح التمثيل الشعبي وانبثق عنها مجلس نيابي مرشح للتعاون مع الرئيس الجديد، فوجئ اللبنانيون بنبأ من الإذاعة اللبنانية يعلن استقالة رئيس الجمهورية فؤاد شهاب، وتأليف حكومة انتقالية، ودعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد. وكما أصيب اللبنانيون بالذهول، أصيب النواب والسياسيون بصدمة، إذ فوجئوا بهذه الاستقالة غير المنتظرة أو المبرّرة سياسياً، لكن بعد أن ودّع الرئيس شهاب أعضاء حكومته إثر إبلاغهم الاستقالة المقدّمة إلى مجلس النواب وتسليمهم مراسيم قبول استقالة الحكومة الداعوقية وتعيين الحكومة العسكرية الانتقالية، غادر مقر الرئاسة في صربا، ليعتكف في منزله الصغير في جونيه، وجاءت ردة فعل الشعب والزعماء والنواب، العفويّة والفورية والملحاحة، في رفض الاستقالة والتمسك ببقائه رئيساً، واحتشدت الجماهير في الشوارع والساحات المحيطة بمنزل الرئيس شهاب.
وتقاطر الزعماء والنواب، يطالبونه بدون هوادة طوال النهار وحتى ساعة متأخرة من الليل بالعودة عن استقالته، كما اتصل البطريرك المعوشي به طالباً منه باسمه وباسم المطارنة الموارنة العودة عن استقالته، لكن الرئيس شهاب رفض في البداية استقبال النواب وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي، الذين جاءوا يحملون عريضة برفض الاستقالة. لانه كان مصرّاًً على موقفه، لكنه عاد ونزل عند رغبة هؤلاء بالتحدث إليه.
ثم خرج بعد ذلك معلناً تلبية رغبة النواب والشعب بالعودة عن الاستقالة. فحمله النواب على أكتافهم، الأمر الذي لم يحدث يوماً في تاريخ لبنان الحديث، وصفقوا لـه طويلاً ودوّت في أنحاء لبنان أصوات طلقات النار ابتهاجاً بنبأ عودته عن الاستقالة.
كتب الكثير عن استقالة 20 تموز 1960، فاعتبرها البعض أمثولة وطنية وسياسية أعطاها "العسكري" فؤاد شهاب للسياسيين والزعماء في الزهد بالرئاسات، أو في اعتبار الرئاسة وظيفة عامة أو مهمّة تنجز عندما تتحقق الغاية من التكليف بها. واعتبرها البعض الآخر، بالإضافة إلى ذلك، ردّاًً غير مباشر على معارضيه، الذين اتهموه بالسعي للوصول إلى الرئاسة من جرّاء الموقف الذي اتخذه، إبان ثورة 1958.
ولكن أياً كانت الأسباب المباشرة أو العميقة، الشخصية أو المبدئية، فقد كانت استقالة الرئيس شهاب من الرئاسة وعودته عنها تحت إلحاح كل زعماء البلاد والشعب ونوابه، علامة مميزة في تاريخ السياسة اللبنانية وأمثولة في الزهد بالمناصب، وفي مناقبية القيام بالواجب العام.
◄من مبادئ النهج الشهابي
لم يتبنّ الرئيس فؤاد شهاب أيديولوجية سياسية معيّنة من الإيديولوجيات التي راجت في لبنان والمنطقة أو العالم، ولم ينخرط في أي حزب عقائدي أو سياسي في أيام شبابه، ولا سعى لتأليف حزب سياسي بعد وصوله إلى الحكم والتفاف هذا العدد الكبير من المؤيّدين لـه، من سياسيين وتكنوقراطيين ومثقفين وعامة الشعب. لكنه كان صاحب مبادئ أساسية،يطبّقها في حياته الخاصة والعامة، ويستوحيها في نظرته إلى الشؤون العامة، أهمّها، مخافة الله وتحلّيه بالمحبة وتحاشيه الأذى، وإحترامه النفس البشرية وكرهه العنف، وتمسّكه بما يمليه الإيمان بالله على الإنسان، سواء كان إيماناً مسيحياً أو إسلامياً.
ولا شك في أن تحدّره من الأسرة الشهابية التي حكمت لبنان طويلاً، كان لـه أثره البالغ في تفكيره ونقسيّته، ومرتكزاً لتمسّكه ببعض المبادئ، كالشعور بالمسؤولية التاريخية وبالسيادة والأنفة والترفّع عن الصغائر، إلى جانب قناعته العميقة بالعدالة الاجتماعية، التي تنبع من إيمانه بالله، وقد ترسّخت هذه المبادئ لديه من جرّاء متابعته لأفكار التيار الفكري – السياسي – الإنساني، الذي ولد في الغرب وفي فرنسا تحديداً قبيل الحرب العالمية الثانية، واستمر بعدها، وهذا ما دفعه الى الإستعانة بالأب لوبري الخبير الدولي بشؤون التنمية الاجتماعية الشاملة.
ولا شك في أن الحياة العسكرية التي أمضى قسماً كبيراً منها في جيش الشرق الفرنسي، كضابط محترم من رؤسائه ومرؤوسيه، رسّخت في نفسه أيضاً بعض المبادئ والقيم التي تميّز بها كالخدمة العامة، والعمل الصامت، واحترام أصول النظام والقانون، ومنهجية الدراسة والتخطيط قبل التنفيذ.
وخلافاً لما كان يوحيه البعض عن عدم ميل الرئيس شهاب للخطابة والكتابة أو التأليف. فقد كان واسع الاطلاع، من خلال الصحف والمجلات والكتب التي واظب على قراءتها، منذ أن كان ضابطاً شاباً والى ما بعد وصوله لرئاسة الجمهورية. ولم تعرف لـه من هوايات، أيام شبابه وفي أثناء وجوده في الجيش، سوى المطالعة، فيما تجلّت هذه الناحية الثقافية الواسعة أيضاً عند الذين عاونوه في الحكم او عملوا معه خلال رئاسته، كما برز اهتمامه بالعلم والنهج العلمي وبالتخطيط والتكنولوجيا والخبرة والتخصّص.
هذا على المستوى العقائدي والذهني والنفسي، أما على الصعيد الوطني والسياسي، فإن الرئيس شهاب كان يستلهم، أيضاً، مبادئ عامة، يلتقي في بعضها مع من سبقه أو شاركه من رجالات الدولة والسياسة. لكنه أختلف عن معظمهم في بعضها الآخر، في مسائل الإستقلال الوطني، السيادة، الوحدة الوطنية، اللاتعصب واللاتطرّف، العدالة الاجتماعية، الديمقراطية، النظام البرلماني، إبعاد الجيش عن السياسة، انتماء لبنان العربي، الانفتاح على الغرب والعالم والعصر. إصلاح الدولة وتحديث الإدارة وإنشاء المؤسسات العامة... وهي ليست بمبادئ "شهابية"، سبق الزعيم فؤاد شهاب سواه من الرؤساء في الدعوة إليها أو تفرّد باحترامها وتطبيقها، بل أنها مبادئ نادى بها معظم اللبنانيين. ولكن ميزة الرئيس شهاب ربما كانت في أنه لم يعمل بها أو يرفع شعاراتها وحسب، بل كان مؤمناً بها، وقام بتطبيقها كل ما استطاع أو سمحت له الظروف بذلك.
◄إنجازات عهد الرئيس
بعد تصفية ذيول محاولة الانقلاب الفاشلة، والمبايعة الوطنية الشعبية الثانية لـه، بعد المبايعة الأولى التي تلت استقالته، وقيام حكومة، شعر بالارتياح في العمل والتعاون معها. قرر الرئيس فؤاد شهاب الإسراع في تنفيذ المشاريع الإصلاحية والاجتماعية التي كانت محصلة دراسات بعثة ايرفد وغيرها من الخبراء الذين كلفوا بها. وهكذا شهدت الأعوام 1962و1963و1964 ولادة سلسلة من المشاريع والقوانين والمؤسسات الكبرى، لم يسبق للبنان أن شهد مثيلاً لها، واهم هذه المشاريع والمؤسسات والقوانين:
■ قانون تنظيم التعليم العالي.
■ إنشاء المجلس الوطني للسياحة.
■ تنظيم وزارة الإعلام.
■ تنظيم وزارة التخطيط.
■ إنشاء المجلس الوطني للبحوث العلمية.
■ قانون التنظيم المدني الشامل لكل لبنان.
■ وضع أول خطة وطنية عامة للإنماء.
■ إنشاء المشروع الأخضر.
■ وضع قانون النقد والتسليف.
■ إنشاء مصرف لبنان المركزي وتدشين بنائه.
■ إنشاء الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
■ توسيع التعليم المهني الحكومي.
■ إنشاء مديرية الرياضة والشباب.
■ تنظيم عمل الأجانب في لبنان.
■ المخطط التوجيهي العام لضواحي بيروت.
■ تنظيم معهد المعلمين العالي.
■ إنشاء تعاونية موظفي الدولية.
جاءت هذه الإنجازات مكملة لتلك التي تحقّفت في السنوات الثلاث الأولى من العهد الشهابي، والتي يمكن إيجازها بما يأتي:
■ إنشاء مصلحة الإنعاش الاجتماعي.
■ إنشاء معرض طرابلس الدولي.
■ إنشاء مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى.
■ إنشاء مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى لمدينة بيروت.
■ مكتب الفاكهة.
■ مكتب القمح.
■ إعادة تنظيم مصالح المياه والكهرباء في المدن والمناطق.
■ إنشاء هيئة التفتيش المركزي.
■ إنشاء مجلس الخدمة المدنية.
■ إعادة تنظيم التفتيش المالي وديوان المحاسبة.
■ إعادة تنظيم مجلس القضاء الأعلى ومجلس شورى الدولة ومعهد الدروس القضائية والمحاكم الشرعية.
■ إنشاء كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية.
■ صدور قانون الإرث لغير المحمّديين.
■ إنشاء مجلس التخطيط والإنماء الاقتصادي.
■ إنشاء مكتب الإنماء الاجتماعي.
كما تمّ في هذه المرحلة إنجاز المشاريع التالية:
■ إنشاء قسم من أوتوستراد الساحل بين الضبية والمعاملتين.
■ إنشاء أوتوستراد الزوق- فاريا.
■ إنشاء الحوض الثالث لمرفأ بيروت.
■ توسيع مطار بيروت الدولي.
■ إنشاء مرفأ جونيه.
■ وضع كتاب التنشئة الوطنية.
تنفيذ قسم من خطة التنمية الشاملة لكل المناطق بإيصال الماء والكهرباء والطرق المعبدة الى عدد كبير من القرى النائية في مختلف المناطق.
إنشاء عدد كبير من المدارس في القرى النائية والأرياف.
◄خـاتـمـة
إن افتتاح المبنى الجديد لكلية القيادة والأركان وتسميته بإسم الرئيس الراحل فؤاد شهاب، رجل العلم والأخلاق والبناء، هو مصدر فخر واعتزاز للمؤسسة العسكرية، وتحية تقدير ووفاء منها لروح الرجل الكبير الذي تفانى في حبها وخدمتها، ووهبها دقائق عمره في سبيل بنائها والإرتقاء بها، وصنع لها إرثاً زاخراً بمعاني التضحية والوفاء والعطاء، سيبقى شعلة دائمة الإتقاد على طريق الجيش، جيلاً بعد جيل...
إنه الصامت الأكبر والرئيس المجهول، الذي حمل جراح وهموم الوطن في سرّه، وأبى أن يعطي لنفسه ما لم يجزه "الكتاب"، فعاش زاهداً بكل مغريات الحياة، ومات شغوفاً بعشق الوطن والتحاف ترابه، وستبقى عطاءاته وإنجازاته، صفحات مذهبة في تاريخ لبنان، راسخة في ذاكرة أجياله، عصية على رياح التحول والنسيان...
توفي عام 1973، في منزله بجونيه، عن واحدٍ وسبعين عاماً، وقد شيّعته الدولة والبلاد إلى مثواه الأخير في مدافن الأسرة في غزير، وأجمعت كل الأوساط السياسية والشعبية والثقافية على الإعراب عن تقديرها للدور الوطني الكبير الذي لعبه في تاريخ لبنان الحديث.