آل يزبك
فرعان.. عرب مسلمون يزبكيون وأوزبكيون إستقروا في أوزبكستان
من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، وتشير الدراسات التاريخية بأن أسر يزبك في لبنان والعالم العربي تنقسم إلى فرعين أساسيين:
1- فرع أسرة يزبك العربية، ومن بينها أسرة ارسلان العربية الإسلامية اليزبكية.
2- فرع أسرة يزبك والتي تعود بجذورها إلى قبائل الأوزبك الشهيرة التي ما تزال مستقرة إلى اليوم في أوزبكستان وأفغانستان والبلاد المجاورة، وقد أسهمت إسهامات سياسية وعسكرية عديدة منذ مئات السنين وما تزال إلى اليوم.
ويشير «المعجم الجامع في المصطلحات الأيوبية والمملوكية والعثمانية» (ص 28) من أن أوزبك اسم لشعب من شعوب آسية الوسطى، أصولهم تترية، تنسب إليهم دولة أوزبكستان، وقد ترد بلفظ يزبك». كما يشير كتاب الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغُرر الحِسان» جـ1، جـ2، جـ3، في صفحات عديدة إلى دور اليزبكية السياسي والعسكري في تاريخ جبل لبنان. كما أشار المعلم إبراهيم العورة في كتابه «تاريخ ولاية سليمان باشا العادل» (ص 23) إلى الشيخ عبد السلام العماد المتوفى عام 1799 كان كبير بني يزبك. وكانت قد جرت بينه وبين الشيخ علي جنبلاط مناظرة أدت إلى مشاحنة فانقسام بين الدروز إلى قسمين: يزبكي وجنبلاطي. وكان الشيخ أحمد الخالدي الصفدي قد ذكر قبل هذه الانقسامات في كتابه «تاريخ الأمير فخر الدين المعني» (ص 34، 115) الشيخ يزبك، الذي كان أحد القادة الذين قابلوا الأمير فخر الدين الثاني الكبير عام 1614م في السعديات، كما قابل الأمير يونس في دير القمر. كما قام الأمير فخر الدين بتعيين الشيخ يزبك (ازبك بن نوح) متولياً على غوربيسان عام 1621م. كما أشار الشيخ أحمد الخالدي الصفدي في الكتاب نفسه (ص 32) إلى أحد أعيان الشوف الشيخ يزبك بن عبد اللطيف في معرض أحداث عام 1614م. كما عرف في عهد الأمير بشير الشهابي الثالث منصور يزبك وكيل أملاك الأمير الشهابي.
وبرز في العهد العثماني لا سيما في عهد المتصرفية تامر يزبك ونجله إلياس تامر يزبك من حدث بيروت، كما برز فيما بعد ابن عمهما المؤرّخ الكبير يوسف إبراهيم يزبك (1901-1982) صاحب مجلة «أوراق لبنانية» الوثائقية، وصاحب العديد من المؤلفات التاريخية. شارك عامي 1933 و1936 في مؤتمرات الساحل الوحدوية التي عقدت في بيروت في دارة سليم علي سلام في المصيطبة، كما أسهم إسهامات سياسية وفكرية عديدة طيلة عهود الاستقلال. كما عرف من الأسرة المؤلف إبراهيم فارس يزبك، والمدعي العام سعيد يزبك.
ومما يلاحظ أن بيروت المحروسة ولبنان والعالم العربي شهد العديد من العائلات التي حملت لقب «يزبك» سواء من الأسر السنية أو الشيعية أو الدرزية أو المسيحية بمختلف مذاهبها. وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، ومن بينها السجل (1259هـ) (ص 2، 37-38) إلى أسرة يزبك البيروتية واللبنانية، ومن بينها السيد متري يزبك، والسيد ميخائيل يزبك وأصله من عمشيت والسيدة روحانة يزبك. والأمر اللافت للنظر في معلومة غير مسبوقة بأن منطقة شوران قريباً من الروشة قد سميت بهذا الاسم نسبة إلى السيد إبراهيم بن يزبك شوران، وذلك استناداً إلى السجل (1276-1278هـ) (ص 318) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت.
ونظراً لقدم أسرة يزبك في بيروت، فقد أطلق على منطقة بمجملها اسم منطقة يزبك التابعة إدارياً لمنطقة المزرعة غربي بيروت.
عرف من أسرة يزبك السادة المحامي أنطوان يزبك والأديب نسيم يزبك والأديب نعيم يزبك، والإعلامي غيّاث يزبك مدير الأخبار في تلفزيون (A.N.B) سابقاً ومدير الأخبار في تلفزيون (M.T.V) حالياً. وعرف من الأسرة السادة: أحمد يزبك، كريم، إدوار، أسعد، والطبيب الدكتور أسعد ضاهر يزبك، أديب، الفريد، اميل، أمين، أنطوان، والطبيب الدكتور جورج يزبك، شكري، بشارة، والطبيب الدكتور بول شكر الله يزبك، والطبيب الدكتور جوزيف يزبك، رفيق حسين يزبك، رياض محمود، سليم، الفنان سمير يزبك، والملحن جورج يزبك وابنته المغنية المتقاعدة مايا، الشيخ محمد حسن يزبك، صلاح، طانيوس، عادل، عارف، عاطف، عفيف، علي، الطبيب الدكتور ماجد حسين يزبك، محمد مروان، ملحم محمود، موسى محمد، ميشال، نبيه، نديم، نصري، نقولا، هاني، هشام، يوسف يزبك وسواهم الكثير.
والأمر الملاحظ أن العالم العربي شهد الكثير من فروع أسرة يزبك، وقد عرف من الأسرة في فلسطين الدكتور محمود يزبك الأستاذ الجامعي في جامعة حيفا، كما عرف المرحوم المحامي يوسف يزبك لبناني أصل أسرته من فلسطين، وكان مع عائلته من سكان منطقة الطريق الجديدة، وقد أقام منذ الستينات في القاهرة، وكانت أسرته مقيمة في شارع أبو سهل – منطقة الطريق الجديدة.
ويزبك أو اوزبك لغة من اللغة السائدة في أفغانستان وباكستان وأوزبكستان وتعني الرجل الوجيه أو القائد أو الأمير المستقل، وهي تترية الأصل دخلت الفارسية والتركية وتحوّل اللفظ في بلاد الشام من أوزبك إلى يزبك. ونظراً لإعجاب مصر وبلاد الشام بقادة الأوزبك فقد أطلق اللقب على الكثير من أبناء المنطقتين لا سيما في العهدين المملوكي والعثماني.
المؤرّخ إبراهيم يوسف يزبك