الفصل السادس
" الموساد " تفشل خطة لاغتيال السادات
لم ينم طارق في تلك الليلة . وهو يفكر في كل الاحتمالات . ما الذي يريدونه منه في تل أبيب . وها هو معهم هنا يقدم لهم كل ما يريدون ؟ ترى هل يريدون تصفيته ؟ ألا يستطيعون تصفيته هنا ؟ وإذا لم يكن هذا قصدهم . فماذا سيفعلون في جواز سفره ؟ هل سيختمونه بالخاتم الإسرائيلي ؟ .
وهو خاتم يكفل له الموت المحقق ؟ خفق قلبه وهو ينتظر " الموساد " في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر في مطار أورلى ، إذا بعد ساعات سيكون شفى " عرين الأسد " . ولطالما سمع عن فلسطين السليبة ترى كيف هي ؟ وكيف أرضها ودورها ومبانيها وكيف تعيش في ظل اليهود ؟ وقبل أن يسترسل في الأفكار ربت زكي على كتفه وهو يناوله جواز سفر جديد ، ما إن فتحه حتى وجد فيه صورته واسمه وكل التفاصيل الخاصة به حقيقة مائة في المائة ، ما عدا المهنة ، إذ كتب في مقابلها " مستشار في وزارة الزراعة " .
في حوالي الساعة السادسة مساء أقلعت طائرة " العال " وعلى متنها هذا الطائر الغريب ، الذي بدأ قلبه يهبط وهى تنحدر تدريجياً بعد عدة ساعات في اتجاه مدرج المطار في اللد ، وحين توقفت الطائرة أمره زكي بأن لا يتحرك من مكانه حتى يخرج الجميع . وما أن هبطا السلم حتى وجدا سيارة خاصة في انتظارهما ، دهش لسيطرة " الموساد " في إسرائيل ولم يفكر لأن إسرائيل تعيش هاجس الأمن والخوف باستمرار ، وإنها دولة يملكها جيش وليست دولة تملك جيشاً . فكل شئ في الكيان الصهيوني مسخر لخدمة الجيش والمخابرات وأجهزة الأمن المختلفة .
في السيارة بدأ يفكر في أسباب إحضاره إلى تل أبيب . وهذه الأسباب بالطبع عديدة ، أولها توريطه وتوثيق هذا التوريط بجواز سفر وزيارة إلى تل أبيب ، وثانيها مسألة واردة . وكل عملائها يخضعون حتى آخر يوم في خدمتهم للمراقبة والاختبار . وهناك دائماً خطتان في بدء التعامل مع المخبرين والعملاء في دفتر " الموساد " الأول حول طريقة عمله والأهداف المرجوة من وراء تجنيده والثانية كيفية التخلص منه في أي وقت ، فكثيراً ما تكون مكافأة نهاية الخدمة في " الموساد " حادثاً قاتلاً أو رصاصة مجهولة .
فحين يعرف العميل أشياء كثيرة وتقل قيمة عمله يصبح مكلفاً أكثر من اللازم وخطيراً في الوقت نفسه ، وبالنسبة إلي " شيخ المشايخ " كانت المسألة لا تزال في البداية والهدف من تجنيده لم يبدأ العمل الجدي فيه بعد .أمام بناية من ثلاث طوابق في شمال تل أبيب توقفت السيارة وترجل منه طارق وزكي برفقة السائق " ميكى " حيث دلفوا جميعاً إلي إحدى الشقق في الطابق الأول .
اغتيال السادات
استحم طارق وتناول العشاء مع رفيقه ، لينصرف السائق فيما بعد بينما بات زكي وطارق في الشقة حتى الصباح .
في الصباح شغل
زكي الهاتف وهو يتحدث مع زوجته في لندن يطمئنها ويطمئن عليها وعلى الأولاد ثم اتصل
بصديقته في تل أبيب وحادثها مطولاً ، ثم تكلم مع أهله في صفد قبل أن يتناولا
الإفطار .
في حوالي الساعة العاشرة دق الجرس فقفز زكي يفتح الباب ليدخل منه رجل معه حقيبة
وراديو صغيرا وضعهما على الطاولة دون أن يفهمه طارق أي شئ ،، إلى أن قال له زكي :
Ø ستتعلم طريقة الإرسال بالاسلكى " .
تناول المدرب ورقة بيضاء وقلما قدمهما إلى طارق طالبا منه أن يكتب في الورقة اسمه وعنوانه وعمره ومقر عمله واقامته وكل تفاصيل حياته . دهش طارق للطلب الغريب وشرع في الكتابة . لكن زكي نهره واخذه إلى الغرفة المجاورة ووبخه على سرعة استجابته لكل ما يطلب منه ، ثم أمره بأن لا يفصح لأي إنسان عن أي شئ مهما كان ، لأن هذا المدرب قد يقع في يوم من الأيام ولن يتحمل التعذيب ، وعندئذ سيقول كل ما عنده " فلا تقل لأي مخلوق قبل أن تأخذ اذناً منى " ، وعاد طارق إلى المدرب وقدم له معلومات وهمية قبل أن يقول له المدرب .
الآن ستتعلم الشيفرة .
لكن طارق كان يعرف هذه الطريقة من عمله في مكتب السفريات . واستمر التدريب في اليوم الأول لمدة ساعة واحدة . وفى اليوم التالي تعلم كيف يفك الجهاز وكيف يحلل البرقيات وكيف يرسلها ، فكل برقية مكونة من عدة مجموعات وكل مجموعة تتألف من خمسة حروف ، وهناك وقت محدد للارسال . أحضر المدرب كتاباً وقال لطارق :
Ø خذ دائماً أول حرف من أول سطر والحرف الثاني من السطر الثاني ... وهكذا تأخذ حرفاً واحداً فقط من كل سطر وإذا لم تكف الحروب تعود إلى السطر الأول من جديد وتأخذ أول حرف من اليسار وتنزل هكذا إلى السطر الثاني والثالث كما في حالة اليمين . واستمر التدريب اليوم التالي حتى الرابعة بعد الظهر . فلما انتهى قال له زكي : " هل حفظت كل شئ ؟ " فرد طارق بالإيجاب ، فقال زكي :
Ø إذن ستعود هذا اليوم إلى باريس .
Ø فسأله طارق : وماذا عن أوراقي وجواز سفرى ؟
Ø لا تقلق ستجدها أمامك في باريس فور خروجك من باب المطار . ستجد شخصاً ينتظرك هناك ومعه كل ما تريد . ناوله جواز السفر الإسرائيلي وسيعطيك أغراضك ثم تتجه إلي الفندق نفسه الذي كنت تنزل فيه وسوف اتصل بك غداً صباحاً .
تدريب شاق
سار كل شئ في باريس كما أشار زكي الذي كان يتصل به في الصباح طالباً منه أن يتوجه لملاقاته في أحد المقاهي ، وأوصاه أن لا يحادثه حين يراه بل يبتعد على بعد 20 متراً .
لم يتحرك طارق من مقعده حين لمح زكي مقبلاً ، وانتظر حتى التقت عيونها وواصل زكي سيره أمام المقهى . دفع طارق الحساب وتبع ضابط " الموساد "الذي كان يحمل شفى يده في يده صحيفة ما لبث أن ألقاها في سلة قمامة على الرصيف وهو ينظر بزاوية عينه اليمنى إلى طارق ثم واصل السير ، وبعد قليل تناول علبة سجائر فوقعت منه على الأرض فانحنى يتناولها وهو يستدير إلى الخلف وظل يمشى وطارق يتبعه حتى وصل أمام أحد الفنادق ودخلا معاً إلى المصعد الذي نقلهما إلى الطابق الرابع . فتح زكي الباب فإذا في الغرفة رجل ، قدمه لطارق باسم ديفيد .
بعد لحظات نهض ديفيد وأحضر جهاز إرسال لاسلكياً وضعه على الطاولة وقدم رزمة أوراق إلى طارق وهو يقول له :
Ø هل تستطيع إجراء برقية لاسلكية الآن ؟
Ø أحاول .
بدأ طارق في العمل تحت عيني ديفيد وزكي . كان ديفيد يوجهه ويزيده تدريباً ، ثم أخرج له صورة " بولا رويد " لماكينة فرم اللحم ، بدأ في داخلها جهاز إرسال مثل الذي أمامهم ، وقال زكي لطارق : " هذه الماكينة ستأخذها معك إلى بيروت . زكما ترى في الصورة فان الجهاز داخلها ولا يمكن لأي شخص أن يعثر عليه دون أن يكسر الماكينة ، وكما تعلم فانهم في المطارات لا يكسرون شيئاً . في بيروت تقوم باستئجار شقة يفضل أن تكون في منطقة مار الياس لأن الإيجار هناك رخيص والمنطقة هادئة نوعاً ما ، ويجب أن تكون الشقة في آخر طابق بعيدة عن البنايات العالية . خصوصاً الأعلى من بنايتك واختر هوائياً للجهاز كهوائي تلفزيون أبيض وأسود . أما مواعيد الاتصال فثابتة يومي الأربعاء والسبت الساعة 8.30بتوقيت بيروت ، كما في إرسال الأربعاء على الموجة 5.6 و5 .7 . أمات النداء الخاص بنا وبك فهو " ألفا روميو تانجو تو " عبر الإذاعة الإسرائيلية.
وهذه النقطة جديرة بالتوقف عندها للإشارة إلى دور الإذاعة الإسرائيلية المسموعة
جيداً في كل الوطن العربي . فبالإضافة إلى دورها في استخدام الحرب النفسية ضد العرب
وطرح نفسها كبديل من الإذاعات العربية ، تقوم بدور خطير عبر الاتصال بالعملاء في
الخارج ، والأجهزة الأمنية في الثورة الفلسطينية دائبة على تتبع النداءات التي تبث
إذاعيا من إسرائيل ، وقد أصيبت هذه الأجهزة بدهشة بالغة حين رصدت نداءات لعملاء في
دور عربية لا تخطر على بال مما يدل على أن إسرائيل لا تستهدف الثورة الفلسطينية
وحسب ، ولا لبنان وحده أو الأردن أو سوريا أو مصر ، فهي تسعى للسيطرة على الوطن
العربي كله من المحيط إلى الخليج في طموحها الإستراتيجي لأن تكون " دولة عظمى "
ولعل في ضرب المفاعل النووي العراقي إشارة إلى المخطط الإسرائيلي . بل إن إسرائيل
تخطط لضرب المفاعل النووي الباكستاني .
ناول زكي طارق مبلغ 8 آلاف دولار ، كما أعطاه ماكينة فرم اللحم التي تحتوى على جهاز
اللاسلكي في قاعدتها ، وقال له : " هذه دفعة على الحساب وسنحول لك كل ما تحتاج من
دولارات على حسابك فى بيروت " كذلك أعطاه 15 بدلة رجالية ثمن الواحدة 75 دولاراً
كغطاء يبرر به سفره ، وقبل أن يسافر الفتى أوصاه ضابط " الموساد " بأن لا يطلع خليل
على الجهاز ولا يخبره بأي شئ عنه . " ثم لا تأت إلى أوروبا في المرة المقبلة إلا
والنقيب خليل معك " .
لدى وصوله إلى بيروت بدأ طارق رحلة جديدة من العمل . بحث عن شقة تحمل المواصفات المطلوبة حتى وجد واحدة مثالية ، وبسرعة انكب على العمل ، ركب الجهاز والهوائي وأرسل البرقية التالية إلى إسرائيل :
Ø " ألفا روميو تانجو تو بخير كل شيء على ما يرام " . وجاء الرد تهانينا ، استلمنا جيد والهوائي ممتاز ، أخبرنا بكل جديد " .
" إسرائيل " واغتيال السادات
كانت المخابرات الفلسطينية تقوم برصد هذه البرقيات المرسلة بالراديو من إسرائيل على التردد ذاته والترددات الأخرى المستخدمة فوجدت نداءات متعددة ومختلفة فقد استفادت " الموساد " من اضطراب الوضع في لبنان وازدواجية العمل في المنظمات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وانعدام التنسيق الفعلي بينها على مستوى الأجهزة الأمنية وفى هذه الأجواء زرعت " الموساد " مجموعة كبيرة من العملاء في أكثر من موقع تديرهم باللاسلكي وهكذا بدأت الرسائل تصل تباعاً تسأل ، ماذا حصل في مكتب أبو على . وأين اختفى أحمد الحلاق ؟ وما الجديد في " الصاعقة " ؟ وهل هناك عمليات جديدة ل" الصاعقة " داخل أو خارج ( إسرائيل ) ؟ " .
كان النقيب خليل يجيب عن كل هذه الأسئلة ويستغرب في الوقت نفسه سرعة وصول الأسئلة وإيصال الأجوبة فسأل طارق " شو القصة " فقال له : " هناك شخص يأتى في الأسبوع مرة إلى بيروت يجمع البريد " .
في تلك الفترة كانت " نشور الثورة " تخطط لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات ، وتم وضع الخطة فعلاً ، إذ أنيطت بالنقيب خليل مهمة توصيل عنصرين إلى القاهرة . ومهمة إدخال الأسلحة إلى مصر بانتظار الفريق المكلف بالاغتيال . وعلى الأثر قامت إسرائيل بإبلاغ السادات بالعملية من خلال السفير الأمريكي في تل أبيب وزودته باسمي العنصرين المكلفين بإدخال الأسلحة وأرقام جوازي السفر وموعد الوصول إلى مصر . وما إن حط الرجلان في مطار القاهرة حتى كانت المخابرات المصرية في استقبالهما فاعتقلتهما على الفور في أوائل يوليو ( تموز ) 1979 .
وفى حادثة أخرى خططت " نسور الثورة " لعملية ضد السفارة المصرية في أنقرة وكلفت فريقاً من أربعة عناصر لتنفيذها ، وقام خليل بتصوير جوازات السفر والتأشيرات ، ثم أرسل طارق بالاسلكى برقية مفصلة بالعملية وموعدها والقائمين بها ، إلا أن " الموساد " أخفت هذه المرة كل شئ عن المصريين ولم تبلغهم بهدف الإيقاع بين مصر والفلسطينيين بشكل عام وبين مصر وجهة عربية تدعم " الصاعقة " ، فكانت النتيجة أن وصلت العناصر إلى أنقرة واحتلوا السفارة المصرية في 13/7/1979 بعد تبادل النار مع حرس السفارة ورجال الأمن الأتراك مما أسفر عن مصرع رجلي بوليس تركيين ، قبل أن تحتجز المجموعة السفير المصري ومعه 20 شخصاً من موظفي السفارة كرهائن سيتم قتلهم إذا لم تنفذ مطالب الخاطفين ، وهى كالتالي :
1. إلغاء اتفاقيات كامب دايفيد بين مصر وأمريكا و ( إسرائيل ) .
2. الاعتراف بشرعية الدولة الفلسطينية .
3. ضمان مستقبل الشعب الفلسطيني .
4. الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في مصر ( وهما العنصران اللذان قبضت عليهما المخابرات المصرية بسبب دور النقيب خليل وطارق ) .
5. تخصيص طائرة لنقل الفدائيين والرهائن إلى بلد عربي من اختيار الخاطفين بعد إخلاء مطار أنقرة من كل الطائرات باستثناء الطائرة المخصصة لذلك. ثم حددوا موعداًًُ نهائياً لتلبية مطالبهم في تمام الساعة الثانية والنصف بعد الظهر مهددين بقتل رهينة كل خمس دقائق .
أدركت إسرائيل أن السادات رجل حاد المزاج ، فالمقاطعة العربية لمصر زادته اندفاعاً باتجاه ( إسرائيل ) وأمريكا وهو يتخذ قراراته بناء على مشاعره الشخصية وحالة مزاجه في لحظة القرار ، لكن القائد الفلسطيني ياسر عرفات أدرك الأبعاد السياسية للعملية فقام على الفور بإرسال وفد أمنى فلسطيني إلى أنقرة لتفويت الفرصة على ( إسرائيل ) .
وقد صرح مصطفى خليل رئيس وزراء مصر آنذاك بعد اطلاعه على مطالب الخاطفين بأن مصر تحمل مسؤولى العملية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، جواي ديبلوماسي يتعرض له الخاطفون بسوء يدفع مصر إلى اتخاذ خطوات انتقامية ضد منظمة التحرير ، أما منظمة التحرير فنفت كل علاقة لها بالعملية وقام الأتراك بإبلاغ مصر أن الخاطفين ينتمون إلى جناح " نسور الثورة "التابع ل" الصاعقة " . عندما قامت إسرائيل بالسعي إلى تنفيذ مخططها فعرضت على مصر خطة لاغتيال زهير محسن لاقت صدى كبيراً لدى السادات نفسه والقيام بعمليات ضد مصر .
إلا أن نتيجة العملية جاءت مفاجئة لإسرائيل ، فقد استلم الخاطفون بعد مباحثات مضنية قام بها مبعوث عرفات " أبو فراس " كما أسفرت عن فتح مكتب رسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في أنقرة ، مما شكل انتصاراً سياسياً لعرفات وتراجعاً ا " نسور الثورة " و" الصاعقة " .
لم يفهم خليل ولا طارق ما جرى في تركيا آنذاك ولم يدركا لماذا سمحت إسرائيل بنجاح العملية . ولم ينتبها إلى مغزى الرسائل البرقية التي كانت تصل إلى طارق تطالب بمعلومات تفصيلية عن زهير محسن لأن إزاحته تعنى الكثير لإسرائيل داخلياً وخارجياً .
ففي أمريكا وأوروبا على الصعيدين الرسمي والشعبي ستظهر إسرائيل أنها الدولة الوحيدة القادرة على وضع حد ل " الإرهاب " ثم إنها تقدم خدمة للسادات وتظهر أمام شعبها في الداخل بأنها جادة وقادرة على الوصول إلى رؤوس الثورة الفلسطينية . كذلك يشكل اغتيال زهير محسن نظراً لتركيبة " الصاعقة " نهاية هذه المنظمة وانهيارها وإزاحة شخص من أكبر المناهضين لاتفاقية كامب دايفيد وبالإضافة إلى زهير محسن خططت إسرائيل أيضاً لاغتيال أحمد الحلاق بصفته مسؤولاً عن العمليات الخارجية ل " الصاعقة " فانهالت البرقيات على " شيخ المشايخ " تطالب دائماً بأية معلومات عن حراسة ومكان وجوده وسفر أي من الرجلين : زهير محسن وأحمد الحلاق . وكانت حصيلة المعلومات تؤكد لإسرائيل صعوبة اغتيال زهير محسن في بيروت لكنها درست الخطة جيداً وتوصلت إلى أن عملية ضده شخصياً ستكون كبرى والأفضل توسيع أهدافها لتشكل رؤوساً أخرى في منظمة التحرير مثل أبو عمار وأبو جهاد وأبو الهول .
واستغرب " شيخ المشايخ " استلامه لبرقية تسأله عن " بادرماينهوف " وأعضائها في بيروت والقواعد البحرية وقواعد " فتح " في منطقة الاوزاعى وخلدة والدامور وأبو الأسود والسعديات .
لكن لا طارق تردده ولا النقيب خليل استعصى عليه الحصول على المعلومات التي أرسلت إلى ( إسرائيل ) بسرعة وانتظام .