حوار مع جوني عبده
الجزء الأول
لماذا جوني عبده؟
في الثامن من تموز (يوليو) الحالي استمعت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى المدير السابق لاستخبارات الجيش اللبناني جوني عبده بناء على طلبها. أثار الخبر اهتمامي. هل دعي الرجل الى الادلاء بشهادته لأنه وجه أصابع الاتهام، غداة الاغتيال، الى جهات معينة؟ أم لأنه يملك معلومات قد تضيء الطريق أمام التحقيق؟ أم أيضاً لأنه كان صديقاً مقرباً الى الحريري منذ مطلع الثمانينات حتى استشهاد الأخير في 14 شباط (فبراير) الماضي؟
في الشهور الماضية أدلى عبده بتصريحات حساسة حول الاغتيال ولم يتردد أحياناً في ذكر أسماء اتهمها على الأقل بمراقبة الحريري قبل شهور من عملية الاغتيال، كما تحدث عن أن ضباطاً لبنانيين يعرفون بالتأكيد عن الجريمة و "التلاعب" الذي حدث في مسرحها. وكان السؤال دائماً أين تتوقف المعلومات هنا لتبدأ التحليلات، وما هي الاثباتات التي تدعم الاتهامات.
صورة جوني عبده في ذهن اللبنانيين صورة "رجل يعرف" أو يجيد قراءة الاشارات. ولأن من حق قراء "الحياة" أن يطالبوا صحيفتهم بأن تضع في تصرفهم أكبر قدر ممكن من المعلومات والروايات والقراءات عن الحدث الزلزال، قررت "الحياة" أن تحاور عبده وللأسباب نفسها التي دفعتها الى محاورة المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيّد. فتناقض مواقع المتحدثين وتناقض رواياتهم أو اختلافها يساعد القارئ في محاولة فهم الأحداث. ان نشر الروايات لا يعني تبنيها والهدف الأول منه تمكين القارئ من معرفة الحدث والأشخاص والنقاط الحارة المثارة بانتظار أن تقول لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس كلمتها الأخيرة.
يقول عبده، المقيم في باريس، إنه خرج من لقائه اللجنة بـ "انطباع" مفاده أنها توصلت الى شيء "على الأقل لبنانياً"، متوقعاً أن يكون لنتائج التحقيق دوي يفوق دوي المتفجرة التي استخدمت في اغتيال الحريري.
وهنا نص الحلقة الأولى:
استمعت لجنة التحقيق الدولية الى افادتك، هل لديك شعور أنها ستصل الى نتائج؟
- من الأساس كان لديّ شعور أن اللجنة ستصل على الأقل لبنانياً الى نتائج. على الأقل بالنسبة الى أداة التنفيذ والعارفين بقصة الاغتيال. أنا اقول إن عدد العارفين بهذه الجريمة في لبنان يفوق الـ30 شخصاً. الحقيقة أن التخطيط الذي أعد بدا غير مهتم حتى وأن عُرفت. ربما لاعتقادهم أن نصف اللبنانيين سيفرحون كما حصل بعد اغتيال بشير الجميل وكمال جنبلاط. هناك مسؤول أمني كان تقديره أن ردود الفعل لن تتعدى الأسبوع. لا يستطيع هذا المسؤول انكار أنه اتصل مرات عدة بصحافي في أحد التلفزيونات وبصحافيين آخرين وعاتبهم على المبالغة في البكاء على الحريري.
كان هناك وزراء قالوا: "لا نستطيع اجراء انتخابات والضريح مفتوح والناس تتدفق عليه". هناك من قال هذا الكلام. أي أن هناك من فكر أيضاً بوقف الذهاب الى ضريح الحريري. هل نستطيع الحديث عن براءة من يسعى الى وقف الحزن على الحريري؟ أنا متأكد من قصة الاتصال حتى ولو أنكرها الطرفان وهو أمر يحدث في مثل هذه المواضيع الحساسة. لن اسمي الصحافيين كلهم الذين تلقوا اتصالات.
تقول إن أكثر من ثلاثين يعرفون قصة الاغتيال؟
- أنا أعطي رقماً تقريبياً، دعنا نقول إن كثيرين يعرفون القصة، وهم بالتأكيد أكثر من ثمانية. أنا لا أعرف إن كانوا متورطين. أنا اقول إنهم يعرفون وهم ضباط معلومات. مصطفى حمدان (قائد الحرس الجمهوري) لا يعمل منفرداً يساعده ضباط معلومات آخرون.
هذا الكلام حساس خصوصاً أنه مرفق باسماء؟
- أعرف ما أقول. لقد تم قبل ستة شهور انشاء جهاز مشترك بين حمدان وضباط معلومات. كانت مهمة هذا الجهاز مراقبة رفيق الحريري كيفما تحرك وأين ذهب.
هل تجزم بانشاء جهاز لمراقبة الحريري؟
- نعم، وقد تم استئجار شقق بغرض عملية المراقبة. لا أعتقد أن "أبو عدس" راقب تحركات الحريري. راقبه آخرون. أبو عدس راقب تحركات الحريري. راقبه آخرون. أبو عدس لا يصلح كثيراً للمراقبة. لا يملك اجازة لقيادة سيارة. بالمناسبة لم تعترف أي منظمة بانتمائه اليها.
هل اعتقدت في البداية أن المتفجرات وضعت تحت الأرض؟
- لا أعرف لماذا الاهتمام المفرط بهذه المسألة. أنا بالنسبة اليّ قتل رفيق الحريري والمطلوب أن نعرف القاتل. من نفذ ومن خطط.
قيل ان وجودها تحت الأرض يستدعي عملاً ميدانياً ومساعدة، وبنيت على وجودها تحت الأرض نظرية اتهام الأجهزة الأمنية؟
- أنا لا أعتقد أن من يريد تنفيذ عملية اغتيال من هذا النوع يسمح لنفسه بتمضية أيام في زرع العبوة. أنا أعرف أنهم اغتالوا الحريري. المتفجرة فوق الأرض أم تحت الأرض ليست مهمة إلاّ لخيوط التحقيق ربما. بالمناسبة أنا لا أعرف لماذا اغتالوه بهذه الطريقة؟ كان باستطاعتهم استخدام قناص على ظهر مبنى قرب مجلس النواب.
لماذا قتلوه بمتفجرة إذاً؟
- لأن القناص كان يمكن أن يهرب ويتم تجهيل الفاعل. أرادوا ضخامة في التفجير والقتل. الآن يقولون إن المتفجرة ربما كانت 1500 كلغ وليس ألف كلغ. متفجرة بهذا الحجم ألا تحتاج الى تحضير. الاتيان بشاحنة وزرع هذه الكمية من المتفجرات ووضع جثة "أبو عدس" معها ألا يحتاج الى تحضير؟
أنت تتحدث عن وضع جثة أبو عدس في الشاحنة التي تم تفجيرها، هل تقصد أن الرجل الذي تبنى العملية قُتل قبل تنفيذها؟
- نعم قُتل قبل التفجير وبعدما سجل الشريط الذي يعلن فيه مسؤوليته.
هذه مسألة جديدة، ما هي معلوماتك عن "أبو عدس"؟
- أبو عدس شخص بسيط جداً. يخيل اليّ أنه نصف مخبول. لا أقصد الاهانة طبعاً. لديّ معلومات تكاد تكون أكيدة. لا أقول إنها أكيدة مئة في المئة ومفادها أنه أوقف في الأمن العام لأسباب إدارية ثم ذهب الى سورية قبل 15 يوماً من الاغتيال وتم توقيفه هناك. سألوني في لجنة التحقيق من أين تعرف أنه اغتيال فالتحليل ممنوع في هذه الحالات. أجبت أن ما أعرفه هو أن الرجل كان حياً قبل 15 يوماً من اغتيال الحريري وتم تصويره وهو يعلن مسؤوليته وأرجح أنه قُتل. ثم أنه لا يملك اجازة لقيادة السيارة، فكيف يقود الشاحنة التي استخدمت في التفجير. إذا كان لا يعرف أن يقود سيارة، فلماذا ينوجد في عملية التفجير. لماذا قال جميل السيّد إن حجم المتفجرة يجعل اجراء الحمض النووي للمنفذ شبه مستحيل؟ لماذا بحث عن تقرير يوصل الى هذه النتيجة؟ هل كان يعرف بوجود جثة أبو عدس ويسأل لماذا لم تظهر؟ وهل التقرير لتبرير عدم العثور على الجثة؟ لم أفهم ماذا يريد جميل السيّد. يقول إن لديه تقريراً، فلماذا بحث عن تقرير من هذا النوع؟ إذاً يرجح السيّد أن "أبو عدس" كان في السيارة أو كان جثة على الأقل.
من أجل الدقة أذكر بأن السيّد قال إن "أبو عدس" احتمال من احتمالات؟
- في اليوم الثاني للاغتيال جمع السيّد الملحقين الأمنيين في السفارات الأجنبية وحدثهم عن "أبو عدس" كمن يحاول اقناعهم. وفي الوقت نفسه جرى اجتماع في دمشق. حين تحدثت عن هذه المسألة أرسل تكذيباً بأنه لم يجمع الملحقين العسكريين. صحيح اقتصر الحضور على اثنين من الملحقين العسكريين، لكنه جمع المسؤولين الأمنيين في السفارات. حين تأكد أن رواية أبو عدس لم تمشِ، دعا الى ابقاء كل الاحتمالات قائمة. قصة أبو عدس لم تمر.
التقيت ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية، ماذا كان انطباعك؟
- شعرت أنه سيتوصل الى شيء ومن دون افادتي. المعلومات التي في حوزتي وصلتهم من آخرين.
هل تعتقد أنه سيتوصل الى شيء؟
- هو قال ذلك، وأنا مضطر أن أصدقه. واعتقد أنه توصل لبنانياً الى شيء. وذكرت أنباء نشرتها الصحف أن من أصل 69 شخصاً التقتهم اللجنة هناك شخص يعتبر مشتبهاً به.
كم استغرقت افادتك أمام اللجنة؟
- نحو ساعتين مع الترجمة. هناك من قال إنها استغرقت عشر ساعات. ربما للتغطية على الساعات العشر التي أمضاها مصطفى حمدان أمام اللجنة. حين يحقق مع شخص لعشر ساعات فهذا يعني أن وضعه ليس سليماً تماماً. على الأقل هناك شكوك. أنا طلب مني تقديم ما لديّ من معلومات لا أن أشهد.
هل يعني ذلك أن اللجنة هي التي طلبت الاستماع الى المعلومات التي في حوزتك وانك لم تبادر؟
- اللجنة طلبت.
ما هو أبرز ما سُئلت عنه من قبل المحققين؟
- لا أستطيع الافصاح عن كل شيء. أنا تحدثت بعد عملية الاغتيال وقلت أشياء ولمّحت الى أشياء. ارادت اللجنة الاستيضاح. سألتني اللجنة عن مسائل وأسماء. سألتني عن أبو عدس ومصطفى حمدان وسألتني أيضاً عن جميل السيّد وفهمت أن اللجنة سألته عن الحوار الذي أجراه مع "الحياة". سألوني عن أسماء وأجبت بما أعرف. هناك كلام أن شخصاً في إحدى مؤسسات وزارة الداخلية يجيد الغطس فأخذوه بعد سبعة أو ثمانية ايام من الاغتيال الى مكان قريب من مسرح الجريمة وطلبوا منه أن يغطس ولا أعرف ماذا وضع في البحر. وقيل إن الهدف أن يقولوا لرئيس لجنة تقصي الحقائق الضابط الايرلندي بيتر فيتزجيرالد أنه ربما يمكن العثور على شيء في البحر ونزل الغطاسون. نعم أعطيتهم اسم من غطس.
لماذا تحدثت عن جثة "أبو عدس"؟
- هذا تقدير دفعني اليه كلام جميل السيّد في "الحياة". لماذا هذا الاهتمام بالعثور على جزء من يد "أبو عدس" أو رجله. كلما عثروا على جثة كانوا يدققون ثم يقولون تبين أنها ليست جثة "أبو عدس". لماذا هذا الاهتمام بجثة "أبو عدس"؟
لأنه تبنى عملية الاغتيال؟
- لماذا لم يصدق أحد هذه الرواية باستثناء الأجهزة. أبو عدس لا يجيد قيادة السيارات. هل يعني أن هذا الانتحاري اصطحب سائقاً معه، وما هو الغرض.
كم انتحارياً كان في الشاحنة إذاً؟
- أنا غير مهتم بفوق الأرض وتحت الأرض.
لكن ميليس هو الذي تحدث عن شاحنة؟
- أنا أريد أن أصدق ميليس، لكنني أقول إذا كانت متفجرة من 1500 كلغ تجول في شاحنة في بيروت، ألا يحتاج تجوالها الى تنظيم وتخطيط وتفاصيل حول الموقع والسرعة وتحديد اللحظة المناسبة. ميليس يعرف ذلك. محاولة اغتيال الوزير الياس المرّ استخدمت فيها عبوة من 60 كلغ. لماذا الحجم الهائل في متفجرة اغتيال الحريري.
لضمان عدم نجاته؟
- ألم يكونوا يريدون ضمان قتل المرّ؟
هل تبحث لجنة التحقيق عن مصدر المتفجرات؟
- طبعاً.
هل تعتبر هذه المسألة مهمة في التحقيق؟
- طبعاً أنها من أهم المسائل. من اين جاءت المتفجرات؟ إذا صح أنها من نوع "تي ان تي - سي4" يجب التساؤل عن المصدر. وفق معلوماتي هذا النوع غير موجود لدى الجيش السوري.
من يمتلك هذا النوع؟
- دول كثيرة بينها لبنان.
هل هذا أكيد؟
- نعم.
هل سألوا إذاً...
)- مقاطعاً) لا أعرف.
هل ترجح أن تجدد اللجنة أعمالها لثلاثة أشهر أخرى؟
- لم اخرج بمثل هذا الانطباع. سمعت تلميحات الى أنهم لا يحتاجون الى مثل هذا الوقت. انتقال اللجنة الى المنتيفردي قد تكون لها دلالة.
لم أفهم؟
- معناه أنهم يحتاجون الى مزيد من الأمن بمقدار اقترابهم من الحقيقة. الاقامة في فندق قد لا تكون مناسبة حين يبلغ العمل هذه المرحلة. هذا تحليل وليس معلومات.
هل لديك شعور بأن ما سيعلنه ميليس سيكون له دوي يعادل دوي المتفجرة التي قتلت الحريري؟
- إذا قارب الحقيقة، كما شعرت، سيفوق دوي نتائج اللجنة دوي المتفجرة. ربما حصل زلزال.
هل نحن أمام احتمال زلزال تمثله نتائج لجنة التحقيق؟
- نعم.
هل هذا شعور؟
- نعم أنه شعور. ليس لديّ تأكيد. إنه شعوري.
هل التقت لجنة التحقيق الدولية أشخاصاً غير لبنانيين؟
- هناك كلام في هذا الموضوع، أنا ليست لديّ معلومات أو تأكيدات. أنا أشك.
متى كان تاريخ مثولك أمام اللجنة؟
- الجمعة في الثامن من تموز.
هل اتخذت اللجنة اجراءات استثنائية لضمان أمنك في بيروت؟
- لا. أنا اتخذت اجراءات.
قيل إن حديثك بعد اغتيال الحريري جاء لتصفية حسابك مع مصطفى حمدان بسبب الحادث الذي تعرضت له زوجتك؟
- هل يمكنني أن أتهم حمدان بأمر هو غير متهم به؟ حادث مصطفى حمدان وزوجتي وغيره من القصر الجمهوري لا يشير الى حقد، بل يشكل دليلاً على أن هؤلاء يقومون بمثل هذه الأعمال. هؤلاء قادرون على التعدي حتى على امرأة!
متى وقع الحادث؟
- منذ أكثر من سنتين. لا يمكنني أن لا أصدق اتهامهم بالضلوع في اغتيال الحريري عن معرفة أو قصد وغيره.
هل أوقف أحد في قضية زوجتك؟
- لا أحد. طلب مني أن اشتكي على مجهول، وعرفت بأن ذلك يعني التحقيق معي، وأن أمضي وقتي وزوجتي في الذهاب الى المخافر. فلم اشتك على أحد.
كيف تستخدم كلمة عندي اثباتات؟
- عندي اثباتات أن مصطفى حمدان طلب من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج طمر معالم الجريمة. عندي اثباتات أن حمدان وبعض ضباط المعلومات في الاستخبارات شكلوا جهازاً أمنياً مشتركاً يراقب الحريري في كل خطواته قبل اغتياله بخمسة أو ستة أشهر.
هل سألتك اللجنة عن هذه الاثباتات؟
- نعم. قلت لهم من يستدعوا ليسألوه. أنا عندي معلومات وليس تحليلاً. وإذا رغبوا في التأكد من هذه المعلومات، فليستدعوا الأشخاص الذين سميتهم ويسألونهم عن الجهاز الذي شكلوه. وأعرف أن أحد الأشخاص خائف ومرتعب من استدعائه. وطلبت من اللجنة أن تمنحه حماية شهود، لأنها تحتاج الى ذلك إذا أرادت الوصول الى نتيجة واعترافات.
هل يشعر الماثل أمام اللجنة برهبة؟
- أبداً. ربما يشعر المشبوهون بذلك. أما أنا فأردت تقديم معلومات.
كيف تبلغ اللجنة شخصاً بأنها تريد مقابلته؟
- أنا بُلغت من طريق آل الحريري. قالوا لي إن اللجنة تطلبك، وسألوني إذا كنت أرغب في الذهاب أم لا. وكان يمكنني أن أرفض.
لماذا تشعر بأنهم سألوك عن ضابط محدد؟
- لأنهم حققوا معه. سألوني أيضاً عن جميل السيّد وقلت لهم إنه مرتاح. سميتها ثقة زائدة بالنفس وأنه يعطي انطباعاً بأنه يملك شيئاً من المعلومات ولا علاقة له بالموضوع. هل يتعلق الأمر بثقته الزائدة جداً بنفسه أم أن لا علاقة له فعلاً بالأمر. لا أعرف. لكنني أعرف أن رجلاً بهذه القوة في سورية ولبنان وكل مكان، ليس مسموحاً له بأن لا يعرف. في أي حال سألت اللجنة السيّد عن سبب ادلائه بحديث الى "الحياة" قبل مثوله أمامها وفهمت أن مصطفى حمدان سيستدعى للمثول مجدداً.
هل خرجت بانطباع أن اللجنة أمسكت الخيط؟
- خرجت بانطباع أنها أمسكت بالخيط، وبأن افادتي ليست بالأهمية التي كنت أتصورها. تصورت انني سأعطي اللجنة انطباعاً حتى تصل (الى الحقيقة)، لكنني أخذت انطباعاً بأنها وصلت.
لماذا سألوك عن جميل السيد؟
- سألوني عن كثير من الاشخاص وليس السيّد فقط، ومن بينهم مصطفى حمدان وشارل أيوب على اساس حضوره آخر اجتماع بين السوريين والحريري.
هل تقصد الاجتماع الذي ضم شارل أيوب ورفيق الحريري ورستم غزالة في قصر قريطم؟
- نعم.
لماذا توقفوا عند هذا الاجتماع؟
- يريدون ان يعرفوا ما حصل خلاله لأن شارل أيوب قدم إفادة الى فيتزجيرالد عن هذا الموضوع. وسألوني عما إذا كان صديقي فأجبتهم: نعم. وليس صديقي فقط بل صديق السوريين والحريري وصاحب جريدة "الديار" أيضاً.
كيف تسجل اللجنة الأقوال؟
- تأتي اللجنة بمترجم ويسجل كل شيء على كومبيوتر، يقرأ صاحب الإفادة النص بعد طباعته ثم يوقعه إذا لم تكن لديه اعتراضات.
التقيت ميليس لدقائق، لماذا كان اللقاء وما هي آلية التحقيق؟
- أراد أن يقول لي انه طلبني وان أحداً سيأتي ليأخذ مني معلومات ويعرض علي مترجمة. كما تبادلنا بعض أحاديث اللياقة.
هل كان هناك محقق واحد أو أكثر؟
- واحد ولم يكن محققاً أو صاحب أسئلة. فيقول: ما عندك معلومات عن فلان وفلان... مثلاً "ابو عدس" ومصطفى حمدان. سألوني عن مصادري ولم أكشف عنها.
هل يحق لك كتمان مصادرك؟
- يحق لي ذلك لسبب بسيط: قلت لهم ان الشخص الذي يتحدث أمامي قد لا يفعل ذلك معهم "وبطلع كذاب". ولهذا لم أعط مصادري.
هل سألوك عن مصدر المتفجرات وغيرها؟
- نعم، وقلت انه لو استخدمت مادة "تي ان تي سي -4" بالفعل في العملية، فإنها غير موجودة لدى الجيش السوري. وهذه معلوماتي.
وقلت ان "أبو عدس" مجرد جثة؟
- طبعاً. سألوني ان كانت هذه معلومات فأجبت بأنه افتراض. الذي أعرفه أن "أبو عدس" كان حياً قبل يومين أو ثلاثة من اغتيال الحريري. واستنتج أنه قتل بعدما صور الشريط. كما تحدثوا عن شريط "الجزيرة" وقلت لهم ان سائق غسان بن جدو ذهب لجلب الشريط لكنه لم يجرؤ على ذلك. ثم تلقى بن جدو اتصالات عدة حتى جلبه.
بأي لغة تحدثت مع اللجنة؟
- بالعربية. حتى يكون الشخص دقيقاً. وكانت هناك مترجمة لبنانية. كما ساعدتها بالترجمة حتى يكون الكلام دقيقاً. هناك شخص واحد يدون المعلومات على الحاسوب ثم يطبعها، إضافة الى بيانات شخصية مثل اسم والدك وماذا كنت تعمل سابقاً. ثم يقول ان فلانة ترجمت ويضعون اسمها وتوقع على قبولك بها.
متى تتوقع نتائج التحقيق؟
- أعطاني انطباعاً بأنه لا ينوي طلب التمديد وسينتهي بعد شهرين.
ما الآلية. هل يمكن اللجنة ان توقف شخصاً؟
- إذا أرادت ذلك فعليها ان تطلبه من القضاء اللبناني. وانطباعي العام أنهم ذاهبون الى محكمة خاصة. فبالنتيجة أنهم لن يتخذوا اجراءات اساسية نتيجة قربهم للحقيقة، لكن من دون شك ان المحكمة الخاصة لديها صلاحيات اكثر من صلاحياتهم لجهة استكمال التحقيق والتوقيف.
هل من الممكن ان تُغيب الحلقة التي يشتبهون بها؟
- لا أعتقد ذلك، لأنهم يحققون ولا يستقصون الحقائق.
ما رأيك بقول جميل السيّد ان مرتكب جريمة اغتيال الحريري إما حمار أو آينشتاين؟
- ماذا يريد ان يقول جميل: ان آينشتاين استخدم الحمار. هذا محتمل. هل الحمار لبناني؟ ويبقى أيضاً استخدام آينشتاين الحمار أمراً وارداً.
كرجل أمن، هل تعتقد بأن هناك جهازاً اخترق آخر ونفذ الجريمة؟
- لا يتعلق الأمر باختراق، انما بجهاز أمر آخر. فهو معتاد على توجيه أمر له. لكن لماذا آينشتاين وحمار؟ طبعاً الذي نفذ الجريمة حمار. وإذا كان التنفيذ عن قناعة، لا يكون حماراً. وأما إذا نفذ أوامر فقط، فإنه حمار ونصف حمار.
هل "آينشتاين" جهاز غربي أو دولي؟
- هذا يعني إذلال الأجهزة العربية. وهذا غير صحيح. فنحن عندنا آينشتاين هنا.
هل تعتبر نفسك مستهدفاً؟
- لم أعد أعرف من هو المستهدف. لا أريد تكبير حجمي لكن ربما كنت مستهدفاً.
بسبب صداقتك مع الرئيس رفيق الحريري أم دورك؟
- بسبب مواقف معينة وإصراري على اتهامات معينة ومواقف سياسية تتعلق بالمستقبل. في أي حال أنا لست مصنفاً في خانة أصدقاء من قد يكون وراء الاغتيالات.
هناك من قال ان اطلالاتك بعد اغتيال الحريري تضمنت في جزء منها رغبة في تصفية حسابات شخصية؟
- مع من؟ مع الرئيس لحود مثلاً؟
مع كبار الضباط في الحرس الجمهوري!
- بالمناسبة انا لا أعرف مصطفى حمدان (قائد ا