* أربعون المرافىء – الكرتنة:
هذه الظاهرة ظاهرة (أربعينات) المرافىء والموانيء البحرية، أو مبدأ (الكرتنة) (Quarantaine)، أو الحجر الصحي، وصلة ذلك بحضن الجراثيم قبل (ترجمتها) إلى أمراض وبائية كالطاعون والهواء الأصفر بكتيرية الإنتماء (Bacterie)، أو طفيلية حيوانية المصدر، مثل طفيلي حمى البرداء المعروفة تجاوزًا باسم (الملاريا)، وذلك قبل اكتشاف التطعيم الواقي والأمصال والعقاقير العلاجية.
بالإضافة إلى فترة تناضج (الأربعين يوما) المتمثلة (بالدورة الحياتية) وقفلها خلال هذا الأمد الزمني، عند الكائنات الحيوانية السفلى كدودة الحرير، والنبات القرنيّ (كالفول واللوبيا) والقرعيّ (كالخيار والكوسي) وصلتها بفترة الحضن أو الحمل الجنيني عند الإناث من البشر وأمدها (280) يوما أي حاصل ضرب 40× 7 = 280 حيث يتمثل تكرار هذا الحيز الزمني (سبع) مرات، والمرور من الأبسط إلى الأكثر تعقيدا ! .
إن هذه الفترة الزمنية (الأربعون يوما) كانت تشكل الحد الأقصى لبروز المرض الوبائي أو بشكل أدق (ترجمته الفاعلة) بعد أن يكون كامنا في الأجسام الحاضنة له ، وبتعبير آخر، انتقاله من حيز القوة إلى حيز الفعل، تماما كالطاقة الكامنة غير المتمظهرة حركيا، ومرد ذلك، هو تأمين التناضج والتكامل للعامل الحياتي الطفيلي في عملية الحضن البيولوجية وأمدها الزمني 40 يوما .
أما علاقة (الكرنتينا) أو (الكرتنة) المتناغمة لفظا ومدلولا مع الرقم 40 بانه كي يتسنى لجرثومة مرضية معينة التمظهر أو (الترجمة التخارجية) للداء المستبطن، فإن ذلك يستلزم بالضرورة فترة زمنية تعرف علميا بدور الحضن (Periode d incubation) ، تماما كما تحضن الطيور بيوضها الفاقسة، أو كما تحضن أم الحيوان جنينها المتنامي لاروائه وانمائه وتكامله. وتختلف هذه الفترات باختلاف النوع الجرثومي الملوث .
كل ذلك يفسر الأسباب التي كانت تحدو بالسلطات الصحية في المرافىء بحجز المسافرين والماشية مدة 40 يوماً قبل خروجهم من المرافىء إلى المدن والسماح لهم بمخالطة المقيمين فيها ، تلافياً لانتقال الأوبئة .
وداء الكلب الناتج من عضة كلب مسعور يترجم المرض بإبادة الخلايا العصبية عند المصاب ، وتقضي الأنظمة الصحية الوقائية باحتجاز الحيوان العاض المشتبه به مدة 40 يوما، ومكتشف هذا المرض هو البيولوجي الفرنسي الشهير باستور .