سقوط غرناطة المرحلة السابعة
المرحلة السابعة : عصر ملوك الطوائف 422هـ - 483هـ :
لم تكد الخلافة الأموية تسقط حتى انفرط عقد الدولة الأم وانقسمت لدويلات صغيرة وتقاسم العرب والبربر والصقالبة أوصال الأندلس وقد حكم تلك الفترة العصيبة نحو عشرين أسرة مستقلة ومن أشهر ملوك الطوائف ما يلي:
1. دولة بني جهور حكمت قرطبة وأهوازها.
2. دولة بني عباد في إشبيليه.
3. دولة بني الأفطس في بطليوس .
4. دولة بني النون في طليطلة .
5. دولة بني حمود في مالقة والجزيرة .
6. دولة بني هود في سرقسطة .
7. دولة بني سناد في غرناطة.
8. دولة الفتيان الصقالبة في ناحية الشرق و مرسية / ألمرية / دانية / بلنسية , ولقد اتسم هذا العصر بعدة صفات أدت في جملتها إلى انحراف وجرح غائر في جسد الأمة الأندلسية لم يندمل قط حتى بعد السقوط من هذه السمات :
v حالة الترف الشديد والتنعم المفسد الذي ضرب في كل طبقات الشعب الأندلسي من كبيرهم إلى صغيرهم من غنيهم إلى فقيرهم وما استتبع ذلك من ضعف القوى الأندلسية حتى صار رجال الأندلس أنعم من الكواعب الغواني وأصبح جل هم الرجال والنساء إنشاد الأشعار والغناء للأسحار والسعي وراء الأبكار.
v اقتتال الدويلات فيما بينهم وقيام المعارك الطاحنة بين المسلمين بعضهم بعضاً من أجل أطماع شخصية ومكاسب مادية لا تساوى عند الله عز وجل بعوضة.
v شيوع المنكرات والمجاهرة بأنواع الفسوق وانتشار عادات مذمومة مثل شرب الخمر وظهور نساء الطبقة الراقية سافرات الوجوه بالطرقات والسرقة التي أخذت شكل العصابات المنظمة .
v التوسع في مسألة الاستعانة بنصارى أسبانيا في شمال الأندلس وذلك بسبب كثرة الاقتتال الداخلي بين المسلمين وكل فريق من المتنافسين يستعين بإمارة صليبية بعد التنازل عن بعض أملاكه وهي في الواقع أملاك المسلمين كلهم للصليبيين مع دفع أموال طائلة وكل ذلك من أجل أن يهزم أخاه المسلم .
لقد كان ملوك الطوائف
ملوكاً ضعافاً في كل شيء ضعافاً في دينهم وفي وطنيتهم غلبت عليهم الأثرة والأهواء
الشخصية إلى أبعد الحدود ونسوا في غمارها دينهم ووطنهم بل نسوا حتى الكرامة الشخصية
واستساغوا لأنفسهم أن يتراموا على أعتاب ملوك النصارى لا لشيء إلا لهوى من اقتطاع
بلد أو حصن من جاره المسلم , إضافة أنهم كانوا مع رعيتهم طغاة مستبدون في منتهى
القسوة مع الخسف بالمغارم والضرائب
.
ولنترك الإمام ابن حزم الأندلسي وقد عاصر هذا العهد ورأى ما كان عليه ملوك الطوائف فكتب بقلمه اللاذع يقول : \'والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنونهم من حرم المسلمين وأبنائهم ورجالهم يحملونهم أسارى إلى بلادهم وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفاً من سيوفه\' وقد استجاب الله عز وجل لدعوة ابن حزم الأندلسي فسلط عليهم يوسف بن ثائغين كما سنرى في المرحة الثامنة.