سقوط غرناطة المرحلة الرابعة

المرحلة الرابعة : عودة القوة وإعلان الخلافة 300 هـ حتى 386هـ :

وهذه المرحلة حكم فيها رجلان لا غير أولهما عبد الرحمن الناصر وهو أقوى وأفضل من حكم الأندلس منذ عهد عبد الرحمن الداخل وظل يحكم طيلة نصف قرن من الزمان أعاد خلالها الهيبة والقوة لدولة الإسلام بالأندلس وقضى على الأخطار الداخلية المتمثلة في الإمارات المستقلة وحكامها الطامعين فأعاد الجميع للدولة الأم ثم قضى على الثائر الشرس ابن حفصون بعد سلسلة معارك طاحنة واستخدم أسلوب الترهيب والترغيب للقضاء على سلطان الأسر العربية القديمة والعصبيات القبلية .

أما الخطر الخارجي والمتمثل في العدوان الصليبي القادم من الشمال فقد أبدى الناصر قدرة فائقة في التصدي لكل المحاولات التوسعية من جانب الأسبان وظل يواجههم من سنة 305هـ حتى سنة 339هـ حتى دان لهم الجميع بالتحالف تارة وبالإجبار تارة أخرى.


وكان عبد الرحمن الناصر هو أول من أعلن نفسه خليفة شرعي من أمراء الأندلس وكان الذي دفعه لذلك ظهور الدولة الخبيثة العبيدية الفاطمية بالمغرب وتلقب حكامها بالخلافة وهم يطمعون في الاستيلاء على العالم الإسلامي بأسره بما في ذلك الأندلس وكانت الخلافة العباسية وقتها تمر بحالة صراع على السلطة وضعف شديد بسبب تسلط الأتراك عليها ومن أجل ذلك أعلن عبد الرحمن الناصر خليفة للمسلمين في رمضان سنة 316هـ , ومن أبرز أعمال الناصر الحضارية والعمرانية بناؤه لمدينة الزهراء سنة 325هـ .

تولى الحكم بن عبد الرحمن بعد أبيه وتلقب بالمستنصر وكان محباً للعلم والعلماء وورث دولة قوية ثابتة الأركان من أيام أبيه فتفرغ للعلم وقراءة الكتب وحرص على شرائها من شتى بقاع الأرض وكان يرسل للعلماء من كل الأمصار يستقدمهم بقرطبة التي تحولت لمنارة وجامعة عالمية من كثرة من يفد إليها من علماء وامتلك الحكم مكتبة ضخمة جداً تقدر بأربعمائة ألف مجلد وقد قرأها الحكم كلها .

عودة لصفحة سقوط غرناطة

عودة لصفحة الفردوس المفقود