سقوط غرناطة المرحلة الثانية
المرحلة الثانية : قيام الدولة الأموية {{عصر الازدهار}} 138هـ - 238هـ :
وفي هذه المرحلة توحدت الأندلس تحت قيادة واحدة وأصبح لها قائد واحد هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الملقب بالداخل أو صقر قريش كما نقبوه بذلك أبو جعفر المنصور , وقد استطاع عبد الرحمن الداخل أن يؤسس الدولة الأموية من جديد ببلاد الأندلس وقد فاق عبد الرحمن الداخل في تاريخ الإسلام كل مؤسسي الدول فقد دخل الأندلس طريداً غريباً وحيداً فتمكن بصبره وثباته وعزيمته وبإذن الله عز وجل أن يضع لبنة أعظم دول الإسلام مجداً وقد قام الداخل بالعديد من الأعمال الكبيرة من أجل الحفاظ على دولة الإسلام الوليدة منها:
1. القضاء على العصبيات القبلية بين القيسية والمضرية وقمع ثوراتهم المتكررة .
2. التصدي لمحاولات العباسيين الرامية لاستعادة الأندلس مرة أخرى.
3. قمع محاولات الصليبيين من الفرنسيين والأسبان للهجوم على الأندلس خاصة ما كان من شارلمان ملك فرنسا الذي وجد من بعض خونة المسلمين أمثال سليمان بن يقظان الكلي والي برشلونة الفرصة السانحة للهجوم على المسلمين.
4. بدأ عبد الرحمن من سنة 170 هـ في مرحلة الاستقرار و البناء والازدهار فأسس مسجد قرطبة الذي مازال قائماً حتى الآن ولكنه قد تم تحويله إلى كنيسة.
5. وقد تبع عبد الرحمن الداخل على نهجه ولده هشام الذي تولى من سنة 173هـ حتى 180هـ وكان رجلاً صالحاً فقيهاً وفي عهده انتشر مذهب الإمام مالك بالأندلس كلها وكان الجهاد والديانة هما طابع عهد هشام بن عبد الرحمن .
*تبع هشام بن عبد الرحمن ولده الحكم وكان يحب حياة الترف
والرياضة والصيد وجعل من حوله حاشية متكبرة ومتعالية جعلته قاسياً عنيفاً مهملاً
لشئون الرعية لذلك قامت عليه عدة ثورات أشهرها ثورة الربض في 13رمضان 202هـ وكان
يقودها الفقهاء وفيهم يحيى بن يحيى الليثي وعاملهم الحكم بمنتهى القسوة والنذالة
وشغلت هذه الفتن المسلمين عن عدوهم الأصلي وهم الصليبيين الذين حققوا عدة انتصارات
واستولوا على ثغر برشلونة الكبير الذي أصبح شوكة في جانب الدولة المسلمة بالأندلس
بعد ذلك
.
*تبع الحكم ولده عبد الرحمن وفي بداية عهده بدأ الترف والدعة والتنعم يغلغل إلى أوساط الشعب الأندلسي لزيادة الرخاء وهذا الترف عادة مفسدة للشعوب موجب للتفرق والاختلاف لتفرغ الناس بعد أن أمنوا على مصادر دخلهم , كما أن هذا الترف جعل النصارى أهل ذمة المسلمين بالأندلس يثورون ضد المسلمين فيما عرفت بثورة المستعربين هذا رغم إن عصر عبد الرحمن بن الحكم كان بالخصوص عهد رخاء ونعيم ولم تعرف عن الرجل أي عصبية زائدة أو تحيز ضد النصارى مما يوضح حقيقة نفوس هؤلاء النصارى .