سقوط غرناطة المرحلة الأولى
المرحلة الأولى : مرحلة الفتح من سنة 92هـ حتى 138هـ :
وفيها فتحت الأندلس سنة 92هـ على يد أبطال الفتح الأوائل موسى بن نصير وطارق بن زياد وعبد العزيز بن موسى بعد معارك هائلة مع الأسبان وأصبحت الأندلس ولاية إسلامية تابعة للدولة الأموية وقد دخلت قبائل عربية كبيرة مع جيش الفتح وقد تعاقب في هذه الفترة الزمنية القصيرة على ولاية الأندلس ثلاثة وعشرون والياً أي بمعدل سنتين للوالي مما يوضح أنها كانت فترة توتر وعدم استقرار وقد اتصفت تلك المرحلة بعدة أمور منها :-
1. استئثار العرب بالمناصب القيادية مما جعل قبائل البربر والتي كانت تمثل الجزء الأكبر من جيوش الفتح تتذمر من هذا الوضع خاصة وأنهم قد شعروا بنوع من التحيز ضدهم والعصبية للعرب فيما بينهم .
2. شيوع فكر الخوارج الذين فروا من المشرق إلى المغرب تحت وطأة ضربات الدولة الأموية وقادتها الكبار أمثال المهلب بن أبي صغرة وقتيبة بن مسلم وكان دخول هؤلاء الخوارج لبلاد المغرب سبباً لشيوع الاضطرابات خاصة وأن هذا الفكر راج بين قبائل البربر وجعلهم يثورون تحت قيادة رجل بربري اسمه ميسرة , واضطرابات بربر المغرب جعلت بربر الأندلس يثورون هم الآخرون وعمت الفتنة بلاد الأندلس واقتتل المسلمون فيما بينهم وهذا القتال أدى لأن ينسحب المسلمون من شمال الأندلس عند حدود نهر تاجة وتركوا كل هذه الأراضي غنيمة باردة للصليبيين .
3. اشتعلت العصبية القبلية الجاهلية النتنة بين القيسية عرب الشام والمضرية عرب الحجاز واليمن بسبب الأحقاد القديمة وثارت يوم الحرة سنة 63هـ أيام يزيد بن معاوية عندما هجمت جيوش الشام على المدينة وقتلت كثيراً من أهلها ورغم المحاولات الكثيرة لرأب هذا الصدع إلا أنه كان يزداد يوماً بعد الآخر لغلبة الهوى على العقول خاصة القادة وضاعت كثير من أراضي الأندلس الشمالية لانشغال المسلمين بأنفسهم واقتتالهم فيما بينهم .