تحول بيروت الإسلامية إلى بارونية صليبية

تحكمها أسرة دي أبلن

وتحولت مدينة بيروت الإسلامية، إلى بارونية صليبية تحكمها أسرة دي أبلن. وبدخول الصليبيين بيروت، دمروا جميع المساجد التي بناها المسلمون قبل وقوعها بأيديهم. فقد كان الاحتلال الصليبي بالنسبة لبيروت كابوسا طويلاً، وحاول الصليبيون منذ البداية نزع الطابع الإسلامي عن بيروت، فأمر الملك بلدوين ببناء كنيسة بيروت على أسم القديس يوحنا المعمدان {النبي يحيى}. وقد بنيت الكنيسة على أطلال معبد روماني قديم سنة 503هـ/1110م، وعلى طراز الكنائس اللاتينية. وكان النصارى يقيمون شعائرهم الدينية فيها، طيلة مدة الاحتلال الصليبي لبيروت. وفي سنة 505هـ/1112م، سُمّي أول أسقف كاثوليكي لمدينة بيروت، بعد أن كانت ملحقة بأسقف أنطاكية. وكان أساقفة بيروت وصيدا وعكا يعتبرون كمساعدين لرئيس أساقفة صور. كما أن قلعة بيروت التي بناها الصليبيون ظلت قائمة حتى سنة 1856م.

وكانت اللغة والدين عقبتين، حالتا دون التمازج الاجتماعي والتلقيح الثقافي، بين العربي المسلم والأوروبي الصليبي. فالمسلم الذي اكتفى بالقرآن الكريم، لم يجد سبباً بترك الإسلام واعتناق النصرانية، وإن كان البعض قد تعمّد بمعمودية يسوع المسيح لكي ينجو من الموت.

وخلال هذه الفترة المظلمة، تعرضت بيروت وغيرها من المدن الساحلية المختلفة للسلسلة من الزلازل العنيفة التي بدأت سنة 546هـ/1151م، واستمرت على فترات متقطعة حتى سنة 565هـ/1171م. وقد أدت هذه الزلازل إلى هبوط القشرة الأرضية في عدة مواضع من الساحل، وعلى الأخص في بيروت وقيسارية وصور وصيدا وجبيل، وتخرَّب قسم كبير من هذه المدن. وكان أشد هذه الزلازل عنفاً وتدميراً، زلزال بيروت الذي وقع في 9 شعبان سنة 551هـ/1157م، الذي خرَّب مباني بيروت، وقتل العديد من سكانها.

عودة للفصل الأول

عودة للصفحة الرئيسية