تبزغ ميرتله من على قمة صخرية عند ملتقى نهري وادي آنه و ويراس Oeiras. من ماضيها الأندلسي بمقدورنا تأمل مسجدها وقلعتها المنيعة.

تقع المدينة عند القسم الصالح للملاحة من نهر وادي آنه. وكانت ميرتيليسMyrtilis خلال خمسة قرون من تبعيتها لروما ميناء لتصدير منتجات منطقة مدينة باجة المجاورة الزراعية والمعدنية. مع حلول القرن الحادي عشر بدأت ميرتلة، كما اعتمد المسلمون تسميتها، دورًا حاسمًا في أحداث غرب الأندلس، إذ غدت مركز إمارة ابن طيفور الذي كان كذلك صاحب باجة.

ضمها المعتضد بن عباد إلى مملكة اشبيلية في سنة 1145-1144 ، لتقع فيما بعد في يد المرابطين في أوائل القرن التالي. اتخذها ابن قسي معقلا لثورته ضد المرابطين التي عمّت غرب الأندلس. اعتمد الموحدون على حليفهم ابن قسي لحظة عبور المضيق في سنة 1145-1146 وسرعان ما استولوا على مدن الغرب التي أيدت عبورهم. دخلها النصارى بصورة نهائية في سنة 1238.


المدينة الأندلسية

تعرف من الآثار الإسلامية البارزة المسجد والقصبة. في أعلي نقاط المدينة المسوّرة كان يقوم قصر الإمارة، الذي بني في مكانه قصر مسيحي في القرن الرابع عشر، وكذلك أرضية اصطناعية شغلتها القصبة.

بني المسجد الموحدي، وهو فريد من نوعه في البرتغال، ما بين أواسط القرن الثاني عشر والثلث الأول من الثالث عشر. حول المسجد فيما بعد إلى كنيسة لكنها ما زالت تحافظ على مصلى مكون من خمسة أجنحة وفيها ثلاثة أبواب ذات عقود عربية في الجهة الشمالية من المعبد.

وتتشعب في المدينة القديمة أزقة متعرجة مرصوفة بالحجارة صاعدة ونازلة. لقد وفّرت عمليات التنقيب التي عثر عليها في هذه المنطقة مجموعة غير عادية من الخزفيات تعرض في جناح الفن الإسلامي في متحف ميرتله.

 عودة لصفحة أشهر المدن الأندلسية