بدأت هجرة الشعوب السامية من شبه الجزيرة العربية نحو الشمال الشرقي في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد. ومن هذه الهجرات تفرعت شعبة كنعان، التي سكنت الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وشعبة أمورو، التي سكنت الداخل، في الثلث الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد. وليس لدينا دليل على وجود الساميين قبل الهجرة الأمورية/الكنعانية. ويمكن أن يكون أصل الشعب الذي عاش في بيروت والساحل قبل تلك الهجرة، هو مزيج من عروق وشعوب عاشت في العصر الحجري الحديث، أي منذ نهاية الألف السابع قبل الميلاد، وربما تداخلت فيه بعض العناصر السامية. وعلى هذا الأساس يمكن إطلاق كلمة كنعان والكنعانيين على الأرض والشعب السامي الذي عاش في بيروت وساحل البحر المتوسط الشرقي، منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد وحتى هجوم الشعوب البحرية حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أي في الفترة 2000-1200 قبل الميلاد.

كما يمكن إطلاق تسمية فينيقيا والفنيقيين على الأرض والشعب السامي الذي سكن بيروت والساحل، منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى فتوحات الاسكندر المقدوني، أي في الفترة {1200-333 قبل الميلاد}.

فالشعب الذي سكن بيروت والمدن الساحلية، سواء سمي بالكنعانيين أو بالفينيقيين، هو شعب سامي. والسامية هي تسمية لغوية تطلق على الذين يتكلمون اللغة السامية، وهم الشعوب الأكادية والآشورية والبابلية والكنعانية ـ الفينيقية والآرامية والعبرية والحبشية. وهذه الشعوب تتقارب في اللغة، والمؤسسات الإجتماعية، والعقائد الدينية، والصفات النفسية، والأوصاف الطبيعية. ونستنتج أن الموطن الأصلي لهذه الشعوب السامية هو شبه الجزيرة العربية، حيث كانت تعيش في المكان نفسه وتتكلم اللغة نفسها.

عودة إلى الباب الأول

عودة إلى الصفحة الرئيسية