كانت مدينة بيروت نقطة تجمع قوات الأمير فخر الدين الثاني، التي تأتيه من الشوف والغرب وسائر المناطق، فينطلق من بيروت لمحاربة أعدائه. ففي 10 شوال سنة 1032هـ/ تشرين الثاني 1622م، وصل الخبر إلى الأمير فخر الدين أن قراصنة مالطة يتعرضون للتجار المسلمين ويأسرونهم، فجمع مائة شاب من المسلمين، وأمن لهم بعض السفن، فاقلعوا من بيروت لمطاردة القراصنة ومحاربتهم، فطاردوهم من الساحل قرب الصرفند حتى تجاه مدينة صيدا، ثم منطقة الأوزاعي حيث استطاعوا أسرهم، وكان عددهم ثلاثين أسيراً. كما طاردوا سفينة أخرى للقراصنة وأسروا 25 رجلاً فيها، وقد جاؤوا بجميع الأسرى إلى بيروت.
وفي سنة 1033هـ/1623م، أستقبلت بيروت سفينتين، وكان في إحداها علي باشا الجشتجي، فاستقبله الأمير حسين إبن الأمير فخر الدين، والأمير منذر التنوخي حاكم بيروت، وقد أكرماه. فأقام في بيروت عشرين يوماً، ثم توجه إلى طرابلس.