الاهتمام بتدعيم بيروت منذ خلافة هارون الرشيد

منذ عهد هارون الرشيد (170-193هـ / 787-809م)، أبدت الدولة العباسية اهتماما خاصاً بالشؤون البحرية، فقد أقيمت الصناعة البحرية، وقسمت الأموال في الثغور والسواحل.

وأمر المتوكل، هو جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد، أبو الفضل، ولد ببغداد وبويع بعد وفاة أخيه الواثق سنة 232هـ، كان جواداً ممدحاً محباً للعمران من آثاره المتوكلية ببغداد، أمر بترتيب المراكب في جميع السواحل وأن تشحن بالمقاتلة. ومما يذكر أن هارون الرشيد ولى حميد بن معيوف على سواحل الشام ومصر سنة 190هـ / 806م.

وعلى هذا الأساس بدأ العباسيون يسعون إلى استعادة السيادة البحرية الإسلامية في البحر المتوسط الشرقي، لإيجاد نوع من التوازن مع المغاربة والأندلسيين الذين آلت إليهم السيطرة على نصفه الغربي.

وفي سنة 257هـ / 871م، تولى الأمير النعمان بن عامر الأرسلاني مدينة بيروت ووصيدا والجبال المحيطة بهما، وعادت بيروت كمركز دفاع ساحلي، وذلك بأمر أماجور التركي عامل دمشق وأعمالها من قِبل الخليفة العباسي المعتمد على الله. وأشتهر الأمير نعمان بحروبه مع المردة سنة 262هـ / 876م ومع الإفرنج في منطقة رأس بيروت سنة 303هـ / 917م. وظل يتولى بيروت إلى أن تُوفي أماجور سنة 264هـ / 879م فآلت بيروت إلى الدولة الطولونية، والي أقرت أيضاً الأمير النعمان على بيروت وصيدا، لما أشتهر به من الشجاعة.

عودة للفصل الثاني

عودة للباب الثاني

عودة للصفحة الرئيسية