بدأ تذمر أهل بيروت وبلاد الشام من الحكم المصري سنة 1250هـ/1834م، وذلك بسبب احتكار إبراهيم باشا أصناف الحرير، وفرض ضريبة جديدة. وزاد الحنق بنزع السلاح من الأهالي، حتى بلغ ذروته بتطبيق سياسة التجنيد الإجباري على الشبان المسلمين. وخاصة أن الحكومة المصرية عهدت بجمع أسلحتهم إلى الأمير أمين المشهور بمسيحيته، كما كان الجنود المصريون يداهمون المنازل وحتى الجوامع وقت صلاة الجمعة، بحثاً عن الشبان لتنفيذ الخدمة العسكرية، فيقتاد البعض في حين يتوارى البعض الآخر من وجه السلطة.

أما النصارى الذين كانوا يدفعون الخراج، فقد أعفوا من الخدمة العسكرية، وكانت الضرائب تستوفى منهم دون زيادة، ولا يصادر منهم شيء إلا بعد دفع ثمنه، وتمّ تسليف الأموال للفلاحين منهم الذين فطنوا القرى المهجورة، لإصلاح بيوتهم وتموينها، وأعفوا من الضرائب مدة ثلاث سنوات.

وقد أخطأ إبراهيم باشا في عدم استمالة المسلمين في بيروت وغيرها من المدن، بدلاً من استمالة النصارى بصفة عامة والموارنة بصفة خاصة. فشعر المسلمون بالقهر والذل، في حين اغتبط النصارى لنجاتهم من التعصب الذي أوصلهم إلى درجة من الذل، في حين أغتبط النصارى لنجاتهم من التعصب الذي أوصلهم إلى درجة من الذل لا تطاق.

وقد أدَّى الحكم المصري الجديد أيضاً إلى تضرر مصالح الأمراء الإقطاعيين، الذين أظهروا الاستياء والتذمر، وقامت الثورات في فلسطين، والاضطرابات في دمشق وطرابلس وعكار وصافيتا والحصن، فأخمدها إبراهيم باشا. كم وقعت اضطرابات أقل شأناً منها في حلب وإنطاكية وبعلبك وبيروت.

ولا يمكن أن نغفل دور انكلترة ودسائسها التي ساعدت كثيراً في تأجيج الصدور ضد الحكم المصري، بعد أن خشيت من ومن الدولة المصرية بقيادة محمد علي باشا، فسعت إلى تحالف أوروبي مع تركيا لتجريد مصر من قوتها العسكرية.

عودة للفصل الرابع

عودة للباب الخامس

عودة للصفحة الرئيسية