آل شهاب
من سلالة خالد بن الوليد المخزومي
من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية البارزة، كما انتشرت أسرة شهاب في مناطق لبنانية عديدة في مقدمتها حاصبيا حيث أمراء آل شهاب، وفي صيدا وبيت الدين، والحدث وغزير وإقليم الخروب وسواها. كما انتشرت الأسرة في مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق والمغرب العربي، واعتنق فرع منها في لبنان الديانة المسيحية ابتداء من عهد الأمير ملحم الشهابي في عام 1733م.
وأسرة شهاب تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية إلى العدنانية ومضر، ويتصل نسبها بقبيلة قريش وإلى بني مخزوم، لهذا فهم من سلالة أمراء العرب الأوائل، ويمتون بقرابة إلى الأمير خالد بن الوليد المخزومي، وإلى بني خالد والمخزومي وسلطاني وسواها من أسر وقبائل وعشائر عربية، فضلاً عن العديد من الأسر البيروتية.
أسهمت قبيلة شهاب بالفتوحات العربية الأولى لمصر والعراق وبلاد الشام، ومن ثم المغرب العربي، وذلك منذ عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). ومنذ وصول قادة قبيلة شهاب إلى البلاد التي أسهموا في فتوحاتها، تولوا مناصب قيادية في جميع تلك البلاد.
برز من الأسرة في العهود العربية الأولى الأمير شهاب بن عبد الله من سلالة السيدة آمنة أم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وحفيد الأمير مالك شهاب. ومن ثم تولى آل شهاب العديد من الأمارات والولايات في العهود الأموية والعباسية والفاطمية. كما قام أمراء وقادة الأسرة بدور مهم في محاربة الإفرنج في مرحلة الحروب الصليبية، وفي مقدمة هؤلاء الأمير منقذ بن عمر الشهابي (1125-1193م) الذي طرد الصليبيين من بلاد حاصبيا.
والحقيقة، فإن الأمراء الشهابيين برزوا بشكل واضح في العهد العثماني، وقاموا بدور سياسي وعسكري مهم على صعيد بلاد الشام. وكانت تربطهم علاقة نسب مع الأمراء المعنيين، لهذا عندما توفي الأمير أحمد المعني عام 1696 بلا عقب، انتقل الحكم إلى الشهابيين وبالتحديد إلى الأمير حيدر الشهابي حفيد الأمير أحمد المعني. ومن ثم انتقل الحكم إلى العديد من آل شهاب أبرزهم: الأمير بشير الشهابي الأول (1697-1706) والأمير يوسف الشهابي (1770-1789) المعاصر لأحمد باشا الجزار، والأمير بشير الشهابي الثاني الكبير (1789-1840) المعاصر لأحمد باشا الجزاء في عكا، ولمحمد علي باشا في مصر، ولنابليون بونابرت في فرنسا، وقد انتهى الحكم الشهابي مع الأمير بشير قاسم الثالث بوطحين (1840-1842).
ومما يلاحظ، إن إِمارة جبل لبنان في عهد الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير، قامت بدور محوري محلي وعثماني ودولي، سواء من خلال علاقاته المحلية مع أمراء الجبل أو الولايات العثمانية، أو مع السلطان العثماني، أو مع الولاة العثمانيين وفي مقدمتهم محمد علي باشا والي مصر منذ عام 1805، أو مع الدول الأوروبية لا سيما فرنسا وانجلترا، مما اضطر السلطان العثماني إلى خلعه عن الإمارة في عام 1840 مع موازاة خروج الجيش المصري من المقاطعات اللبنانية والشامية. وبذلك انتهى الحكم الشهابي بعد حكم دام حوالي 145 سنة (1697-1842).
عرف من آل شهاب العديد من الأمراء في العهد العثماني منهم على سبيل المثال: الأمير سعد خليل شهاب حفيد الأمير بشير الشهابي الكبير، والأمير خليل سعد شهاب، والأمير إسماعيل شهاب أمير حاصبيا، والأمير فندي شهاب أمير حاصبيا، والأمير فائز، والأمير فائق، والأمير حارس شهاب قائمقام جزين عام 1898، ونائب في مجلس المبعوثان العثماني قبيل الحرب العالمية الأولى، والأمير نجيب، والأمير منصور، والأمير جميل، والأمير موريس شهاب المدير العام السابق للآثار، والأمير اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية اللبنانية بين أعوام (1958-1964) واللواء عادل شهاب قائد الجيش اللبناني، والأمير عبد العزيز شهاب عضو مجلس النواب اللبناني (1964-1970) أحد أحفاد الأمير بشير الشهابي الكبير. كما برز الأمير حارس شهاب الرئيس السابق للرابطة المارونية، وأمين عام لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي.
وتشير سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العديد من وثائقها إلى الأمراء الشهابيين وإلى قضاياهم العالقة مع المواطنين في جبل لبنان، وإلى العديد من أوقافهم، منهم على سبيل المثال لا الحصر الأمراء: حسن، وحسين، حيدر بن ملحم، خليل، سعد الدين، سليم، شمس، عباس، سيد أحمد، عبد الله، قاسم عمر، قعدان، ملحم، منصور، يوسف، وسواهم من أمراء آل شهاب.
وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العديد من وثائقها إلى حراس الثغور في بيروت المحروسة من آل شهاب الأسرة البيروتية الإسلامية. ومن بين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: الحاج أحمد بن محمد بن أمين شهاب، الحاج أحمد شهاب، السيد مصطفى بن الحاج يحيى شهاب من أبناء رأس بيروت، والسيد حسين شهاب القاطن في باطن بيروت ضمن السور، والسيد سعد الدين بن يحيى شهاب، والحاج يحيى شهاب، وسواهم الكثير.
ومما يلاحظ أيضاً، بأن سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل 1281-1282هـ، صفحة (148) أشار إلى فرع مصري لآل شهاب حينما أشار إلى السيدة عز بنت يوسف شهاب المصري.
ولا بد من الإشارة إلى أن الأسرة الشهابية قدمت العديد من الشهداء في سبيل بيروت المحروسة، وفي سبيل القضية اللبنانية، من بين هؤلاء الأمير الشهيد عارف الشهابي (1889-1916) الذي أعدمه جمال باشا، ومن أهم أمراء آل شهاب في التاريخ الحديث والمعاصر الأمير خالد شهاب الذي يعتبر أول رئيس وزراء لبناني يعين في عهد الانتداب الفرنسي زمن الرئيس اميل اده. كما أصبح فيما بعد نائباً وسفيراً ومن ثم رئيساً للوزراء. وهو يعود بجذوره إلى منطقة حاصبيا.
كما برز فيما بعد ابنه الأمير سهيل شهاب الذي أصبح نائباً في عام 1953. وبرز أيضاً من الأسرة الأمير طارق شهاب، والبروفسور الدكتور توفيق شهاب من أمراء حاصبيا. كما برز في عهد الانتداب الفرنسي المناضل الأمير إسماعيل شهاب.
وبرز من الأسرة البيروتية والصيداوية المئات من آل شهاب مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً منهم على سبيل المثال الأمراء والسادة: الشيخ إبراهيم ونجله الحاج رمضان شهاب، أحمد، أسامة، بشير، بهاء الدين، جمال، جميل، جهاد، حسان، حسن، حسين، العميد الركن المتقاعد حلمي شهاب، المهندس خالد شهاب رئيس جمعية آل شهاب، ورئيس جمعية متخرجي الجامعات المصرية، وعضو مؤسس في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية منسق عام تيار المستقبل في بيروت، وخضر شهاب، والمحامي خليل، ربيع، والمهندس رياض شهاب، والشيخ رياض شهاب، زكريا، زهير، زياد، زين العابدين، سامي، سعد الدين، سعيد، سليم، سمير، سهيل، صالح، صائب، صلاح، طلال، عادل، عامر، عبد الحفيظ، عبد الحليم، عبد الحميد والقاضي السابق عبد الرحمن شهاب، عبد الرؤوف، عبد السلام، عبد العزيز، عبد الغني، عبد الفتاح، عبد الله، عدنان، عصام، علي، غسان، فاروق، فريد، فؤاد، كامل، كمال، أمين سر نقابة المحامين في لبنان المحامي محمد شهاب، محمد، محمود، المختار محيي الدين شهاب العامل في الحقل الوطني والاجتماعي والخيري في رأس بيروت، مروان، مصباح، مصطفى، منير، نبيل، نزار، المرحوم الدكتور هيثم شهاب، وديع، وفيق، وليد، العقيد يحيى شهاب، المهندس يوسف شهاب والحاج يوسف شهاب عضو صندوق الزكاة، وعضو جمعية الإرشاد والإصلاح والمتوفى في 12 أيار عام 2011، واشتهر بإسهاماته الخيرية لا سيما عند بناء جامع جمعية الإرشاد والإصلاح (سيدي حمزة – منطقة الكولا) وسواهم الكثير من الأطباء والمهندسين والصيادلة والحقوقيين ورجال العلم والدين وكبار التجار والاقتصاد.
ولا بد من الإشارة أيضاً، بأن انتشار آل شهاب في العالم العربي لا يحصى، نذكر منهم على سبيل المثال الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي السابق في ج.م.ع. وشقيقه الدكتور مجدي شهاب عميد كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، والأمير فايز شهاب محافظ دمشق السابق، والأمير بهجت شهاب نقيب المحامين في دمشق، والأمير مصطفى الشهابي الوزير السوري السابق، والأمير اللواء حكمت الشهابي رئيس أركان الجيش السوري سابقاً وسواهم الكثير.
أما شِهاب لغة فهي من الشُهب والنجوم والكواكب الساطعة في السماء. كما أنها اسم لقبيلة عربية إحدى قبائل قريش.
|